[أجرى موقع "ميدا" الإخباري مقابلة مع العميد في الاحتياط يوسي كوفرفاسر، رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، بشأن توقيت إسرائيل وهدفها من اغتيال القائد العسكري في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، ننقل هنا أهم ما جاء فيها]
س: هل هناك أهمية للتوقيت الذي اختير لتنفيذ الاغتيال؟
- "عندما يكون المقصود شخصاً موضوعاً تحت مراقبة طويلة ونصل إلى استنتاج أنه يجب مهاجمته، يجب إيجاد الوقت والمكان المناسبين للتأكد من أن هذا لن يؤذي أشخاصاً لا علاقة لهم، وطبعاً، كل ذلك خاضع لمستوى التهديد ومدى مباشرته"
فيما يتعلق بالإطار الواسع للوضع في قطاع غزة، يشرح كوفرفاسر أن ما كان وراء محاولات تصعيد أبو العطا للوضع هدف مزدوج: "ضرب إسرائيليين وزعزعة النظام في قطاع غزة من خلال تحدي "حماس". في كل مرة كانت الحركة ترسل رسائل تدل على أنها تسيطر على الأرض، كان أبو العطا يحرص على إطلاق النار على إسرائيل للسخرية منها، ولتحقيق هذين الهدفين"
س: هل كان أبو العطا يتحرك من تلقاء نفسه أم بأوامر من طهران؟
- " أفترض أنه لم يكن هناك أوامر مباشرة للجهاد الإسلامي متى وأين يتحرك، لكن بالتأكيد هناك فهم لروحية الكلام الذي يصل من الراعي الإيراني، وما هي التطورات التي يهمه أن يراها في المنطقة. وعلى ما يبدو، أدرك أبو العطا أن هذا هو الأمر الذي يجب القيام به حالياً، كما نرى ما يجري في ساحات أُخرى مثل اليمن أو سورية، وهو نفسه كان المحور المركزي الذي جرى التخطيط للتصعيد حوله. كل حادثة كهذه يمكن أن تتدهور إلى معركة واسعة، وأن تخدم مصالح إيران التي تريد أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة أنها لا تزال قادرة على إلحاق الأذى بها وبحلفائها على الرغم من العقوبات. الأطراف كلها التي تعمل تحت إمرة قاسم سليماني و"فيلق القدس" تتصرف بهذه الطريقة، لذلك رأينا أن الجهاد الإسلامي في غزة أيضاً زاد نشاطه في الأشهر الأخيرة، وبالتأكيد فإن هذا يشكل جزءاً من معركة أكثر اتساعاً لا مفر لنا من المشاركة فيها".
س: ما هي القدرات العملانية للتنظيم؟
- "صحيح أن المقصود تنظيم صغير مقارنة بـ "حماس"، لكن لديه وحدات منتشرة في كل أنحاء غزة، ولديه حضور قوي في القطاع. في الأغلب، الجهاد الإسلامي ينسق مع "حماس"، وهي تنظيم ذو صبغة إسلامية واضحة وتربطها علاقات بإيران، لكن التوتر بينهما يؤدي أحياناً إلى انتهاجه سياسة مستقلة".
س: شهدنا هذا الصباح إطلاق صواريخ على غوش دان ووسط البلد؟
- "هذا يعكس حاجة الجهاد إلى خلق ردع في مواجهة إسرائيل. بعد اغتيال إسرائيل أحد كبار قادته، هو أيضاً يريد أن يهاجم أهدافاً حساسة وثمينة في رأيه. حجم الضربة التي تعرّض لها كحجم رده، لذلك بدأ عناصر التنظيم بإطلاق النار على وسط البلد، ولم ينتظروا تدهور الوضع. وأعتقد أن جميع متخذي القرارات وقادة الجيش توقعوا ذلك واستعدوا لمثل هذا السيناريو بصورة كاملة".
س: أين تقف "حماس" من التصعيد الحالي؟
- " الوضع الذي تهاجم فيه إسرائيل البنية التحتية للجهاد الإسلامي مريح إلى حد ما بالنسبة إلى "حماس"، على الرغم من عدم اعترافها بذلك. مواصلة محاربة إسرائيل لا تزال هدفاً مهماً لـ"حماس"، لكن مع ذلك، تستمر الحركة في توظيف جهد كبير في تحصين مكانتها كحاكم فعال في القطاع. إذا اتضح أن "حماس" ليست قادرة على السيطرة على غزة، حينها يُطرح السؤال مرة أُخرى، هل هناك طرف ما يسيطر على القطاع، وما دلالة ذلك. مع مرور كل ساعة واستمرار القصف، تصبح هذه الأسئلة أكثر إشكالية".
س: هل يمكن أن يكون هناك سيناريو تشارك فيه "حماس" في إطلاق النار؟
- "هذا يمكن أن يحدث إذا شعروا في "حماس" أنهم لم ينجحوا في المواجهة، حينها سيكون من المريح لهم المشاركة. لكن عموماً، "حماس" غير معنية حالياً بخوض مواجهة واسعة، ومن ناحيتنا التوجه لا يزال نحو التهدئة. من بين الذين كانوا يعرقلون ذلك حتى الآن كان أيضاً أبو العطا".
س: ما هي السيناريوهات الأُخرى التي يمكن أن تتطور من الوضع الحالي؟
- "يجب أن نأخذ في الحسبان كل أنواع الاتجاهات، ويمكن دائماً أن تتطور أمور غير متوقعة كسقوط صاروخ فجأة وإصابة أشخاص. يجب أن نتذكر أيضاً أن عملية الاغتيال نفسها حدثت لمنع تصعيد أخطر بكثير فيما لو وقع هجوم مباشر، وطبعاً، انطلاقاً من الإدراك بحدوث توتر موضعي حول الحادثة. لم نكن ببساطة قادرين على الجلوس في انتظار حدوث الهجوم. حالياً، تبذل إسرائيل أقصى جهدها لمنع حدوث تصعيد والمسّ بمدنيين، وهي لا ترد بصورة مكثفة. وإذا وقعت إصابات كبيرة تزداد فرص التصعيد".