صادقت الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) على تعيين عضو الكنيست نفتالي بينت من حزب "اليمين الجديد" وزيراً موقتاً للدفاع.
وسيحل بينت محل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يتولى منصب وزير الدفاع منذ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت بعد استقالة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان.
ولاقى تعيين بينت في هذا المنصب، والذي أعلنه نتنياهو يوم الجمعة الفائت، انتقادات من بعض أعضاء الليكود.
وقال وزير الهجرة والاستيعاب يوآف غالانت، وهو لواء سابق في الجيش الإسرائيلي، إن تعيين بينت في هذا المنصب هو بمثابة خطأ.
وقال عضو الكنيست يوآف كيش إن بينت هو مرشح جدير، لكنه في الوقت عينه أكد أن هناك أشخاصاً أفضل منه في الليكود مثل غالانت ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] السابق آفي ديختر.
وقدم وزير الزراعة أوري أريئيل من حزب "البيت اليهودي" أمس استقالته من منصبه.
في المقابل قال وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي إن هذا التعيين يهدف إلى تعزيز دعم تحالف أحزاب اليمين والحريديم لنتنياهو. وكان يشير إلى كتلة شكّلها الليكود تضم 55 عضو كنيست من الأحزاب الحريدية والأحزاب القومية - المتدينة بعد انتخابات 17 أيلول/سبتمبر، إذ وافقت هذه الأحزاب على أن تكون جبهة موحدة في المحادثات الائتلافية وعلى دخول الحكومة ككتلة واحدة فقط. واعتُبرت الكتلة عقبة رئيسية في المفاوضات بين تحالف "أزرق أبيض" والليكود التي لا تزال متعثرة منذ تكليف رئيس "أزرق أبيض" بني غانتس بمهمة تأليف الحكومة بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة الشهر الفائت.
كما لاقى تعيين بينت انتقادات حادة من تحالف "أزرق أبيض" الذي ربط الخطوة بالمشاكل القانونية التي يواجهها رئيس الحكومة.
واتهم التحالف في بيان صادر عنه نتنياهو بوضع مصالحه الشخصية فوق مصالح أمن إسرائيل، وأكد أن بينت ليس الرجل المناسب لهذا المنصب.
وهاجم عضو الكنيست موشيه يعلون من "أزرق أبيض"، وهو عضو سابق في الليكود حلّ ليبرمان محله في منصب وزير الدفاع سنة 2016، تعيين بينت في هذا المنصب.
وقال يعلون في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن نتنياهو أقدم على بيع منصب حساس ومعقد مثل منصب وزير الدفاع في سباقه للهروب من المحاكمة.
ورأت عضو الكنيست تمار زاندبرغ من "المعسكر الديمقراطي" أن الهدف من وراء تعيين بينت هو بقاء نتنياهو بضعة أشهر أُخرى في السلطة. وقالت إن هذا التعيين يخيفها شخصياً، لأن بينت داعية حرب كبير.
وكان نتنياهو عرض على بينت يوم الجمعة الفائت تولي منصب وزير الدفاع في خطوة نُظر إليها على نطاق واسع بأنها محاولة لمنع هذا الأخير من الانضمام إلى حكومة بقيادة "أزرق أبيض".
وجاء في بيان أصدره حزب الليكود أن نتنياهو وبينت اتفقا أيضاً على أن يشكل الليكود و"اليمين الجديد" كتلة مشتركة في الكنيست، وعلى التعاون سوياً خلال دورتها الحالية.
وقالت عضو الكنيست أييلت شاكيد من حزب "اليمين الجديد" إن نتنياهو عرض على الحزب الاختيار بين الحصول على حقيبتين وزاريتين من بين وزارات الزراعة وشؤون الشتات والرفاه أو القبول بوزارة الدفاع فقط. وأكدت أنها على قناعة بأن هذه الخطوة تصب في مصلحة دولة إسرائيل.
ودخل بينت في الماضي في صدام مع نتنياهو بسبب رد إسرائيل على العنف الصادر من قطاع غزة، وطالب بموقف أكثر تشدداً في التعامل مع القطاع الذي تحكمه حركة "حماس".
وفي الحملة الانتخابية التي سبقت جولة الانتخابات الأولى في نيسان/أبريل الفائت، قال بينت إنه يجب على نتنياهو تعيينه وزيراً للدفاع، وتوعد بفتح أبواب الجحيم على "حماس" في حال تعيينه.