أزمة تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة لا تزال بعيدة عن الحل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • يبدو أن الأزمة السياسية التي تواجهها إسرائيل لا تزال بعيدة عن الحل. فقد مضى 20 يوماً منذ أن تم تكليف رئيس الحكومة وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو تأليف حكومته الخامسة، من دون أن يظهر في الأفق أي احتمال لتأليف هذه الحكومة. وتنتهي بعد نحو أسبوع المهلة الزمنية الأولى التي منحها رئيس الدولة لنتنياهو لتأليف الحكومة.
  • حتى هذه اللحظة يتحصن كل من الليكود وتحالف "أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا" في مواقفهم التي تصعّب إمكان جسر الفجوات فيما بينهم، ناهيك بأنه منذ أيام عديدة لا تجري أي اتصالات أو لقاءات أو محادثات جادة بين هذه الأطراف.
  • ويمكن القول إن الليكود و"أزرق أبيض" يعولان على المهلة الزمنية الباقية، المؤلفة من 21 يوماً، حتى الذهاب إلى جولة انتخابات ثالثة. وخلال هذه المهلة سيحاول "أزرق أبيض" أن يتسبب بانقسام الليكود أو قسم من تكتل معسكر أحزاب اليمين والحريديم [اليهود المتشددون دينياً] الموحد من حول نتنياهو، في حين أن الليكود يعوّل على احتمال استقطاب زعيم تحالف حزبي العمل و"جيشر" عمير بيرتس أو ممارسة الضغط على رئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.
  • ومن المعروف أن المهلة الزمنية التي منحها رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لنتنياهو لتأليف حكومة جديدة، وهي 28 يوماً تنتهي يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر الحالي. وهناك تقديرات بأن ريفلين لن يمنح نتنياهو مهلة أُخرى من 14 يوماً يستحقها وفقاً للقانون. وفي حال حدوث ذلك، من المتوقع أن يمنح رئيس الدولة مهلة 28 يوماً آخر لرئيس "أزرق أبيض" بني غانتس لتأليف حكومة، ويبدو أنه لن يمدّدها له [وفقاً للقانون إن المهلة الممنوحة للمكلف تأليف حكومة جديدة هي 28 يوماً متتالياً بغض النظر عن الأعياد أو نهايات الأسبوع التي تتخللها. ويحق لرئيس الدولة أن يمدّد هذه المهلة 14 يوماً إضافياً إذا وجد ما يقنعه بأن عامل الوقت هو الحاسم لتأليف الحكومة. وفي حال أعاد نتنياهو كتاب التكليف إلى رئيس الدولة، معترفاً بعدم إمكان تأليف الحكومة، يقف رئيس الدولة أمام خيارين: الأول، أن يمنح زعيم تحالف "أزرق أبيض" بني غانتس إمكان تأليف الحكومة؛ الثاني، أن يبلّغ رئيس الكنيست عدم إمكان تأليف حكومة. في مثل هذه الحالة يحاول رئيس الكنيست وخلال فترة محددة تسمية عضو كنيست لتأليف الحكومة على أن يحظى بتأييد أكثر من نصف أعضاء الكنيست وهو أمر مستبعد، وذلك يعني التوجه إلى جولة انتخابات ثالثة].
  • ويتكرر في الحلبة السياسية خلال الأيام الأخيرة السؤال: لماذا لا يعيد نتنياهو كتاب التكليف إلى رئيس الدولة بعد أن تبين له أنه لا يمكنه تأليف حكومة جديدة في الظروف القائمة؟ وتفسر أوساط في اليمين الإسرائيلي سلوك نتنياهو هذا بأنه نابع من خشيته من أن تُقام حكومة أقلية برئاسة غانتس مدعومة من القائمة المشتركة، وأن يمتنع "إسرائيل بيتنا" من التصويت لها وبذا تحظى بثقة الأغلبية.
  • وسبق أن تعهد ليبرمان بعدم إتاحة المجال أمام تأليف حكومة لا تكون حكومة وحدة وطنية تستند إلى الحزبين الأكبرين [الليكود و"أزرق أبيض"]. وأمس (الثلاثاء) قال ليبرمان: "سنكون مسرورين إذا ما سمعنا من رئيس الحكومة أنه قام بحل معسكر أحزاب اليمين والحريديم. عندها يمكن الدخول في مفاوضات. ومع ذلك لا بد من التذكير بأن نتنياهو كان الوحيد الذي تعاون مع أعضاء الكنيست العرب والقائمة العربية منذ أيام ياسر عرفات والاجتماعات في واي بلانتيشن".
  • وأعلن ليبرمان أيضاً أنه ينتظر جواباً من طاقم المفاوضات في الليكود للبدء بعقد اجتماعات تهدف إلى بلورة خطوط عامة تكون مقبولة من أغلبية الشعب في إسرائيل. في المقابل أكدت مصادر مسؤولة في الليكود أن الحزب لا ينوي المبادرة إلى عقد اجتماعات كهذه.
  • وسيحاول قادة "أزرق أبيض" في الأيام القريبة المقبلة، وخصوصاً في حال حصولهم على كتاب تكليف تأليف الحكومة من رئيس الدولة، أن يرموا بكل ثقلهم من أجل إقناع أعضاء الكنيست في الأماكن العشرة الأخيرة من كتلة الليكود بأن نتنياهو قرّر الذهاب إلى جولة انتخابات أُخرى، وبأنهم هم مَن سيدفع ثمن هذه الجولة. وتهدف هذه الاستراتيجيا إلى محاولة شق كتلة الليكود من الداخل بمساعدة أعضاء الكنيست الذين يمكن أن يخسروا مقاعدهم في الكنيست المقبل.