من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- خلال الشهر المقبل يلاحظ كل من إسرائيل والأردن مرور 25 عاماً على توقيع اتفاق السلام بينهما - لكن حتى الآن لم يتم الإعداد لأي احتفال رسمي لإحياء ذكرى تأسيس هذه العلاقات، التي أصبحت باردة جداً منذ ذلك الوقت. والسبب بين أمور أُخرى، الأزمة بين الدولتين بشأن إعادة نهاريم وتسوفر إلى السيادة الأردنية، وإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الأخير نيته ضم غور الأردن وشمال البحر الميت.
- عندما سألنا مكتب رئيس الحكومة عن الموضوع أحالنا إلى وزارة الخارجية، وهناك لم يردوا على السؤال حتى نشر هذا المقال. أيضاً مكتب وزير الخارجية يسرائيل كاتس امتنع من الرد. مسؤولون في الوزارة قالوا إن اجتماعاً عقد في معهد دراسات الأمن القومي أمس بمشاركتهم. الهيئات المسؤولة عن المحافظة على التعاون بين القدس وعمّان لم تبادر حتى الآن إلى الدعوة إلى أي احتفال خاص.
- في الاجتماع الذي جرى في معهد دراسات الأمن القومي بمشاركة مؤسسة "ياد يتسحاق بن تسفي" وبعض كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، لم يسجَّل حضور أي ممثل رفيع المستوى من الحكومة الإسرائيلية أو السفارة الأردنية، وكان الحضور على مستوى الموظفين والمساعدين فحسب. الاجتماع جرى في جو من التشاؤم، وركز إلى حد كبير على التحديات والعقبات التي برزت منذ توقيع اتفاق السلام مع الأردن. وفي الدعوة إلى الاجتماع جرى وصف العلاقات بـ"السلام البارد"، الذي فيه "للدولتين مصالحَ كثيرة في استمرار التعاون، لكن الجمهور الواسع في الأردن وفي إسرائيل لا يعرف الفائدة المشتركة من هذا التعاون."
- إلاّ إن الرمز الأبرز على مدى برودة السلام مع الأردن ظهر في النقاش السري الذي جرى في الاجتماع، الذي لم يُعلن عنه مسبقاً في الدعوة، وشارك فيه مواطنان أردنيان - جنرالان سابقان طلبا عدم الكشف عن اسميهما وعدم نشر كلامهما. الاثنان جاءا إلى إسرائيل من دون ختم جوازيهما عند المعبر الحدودي. وتعبّر هذه الحقيقة بصورة جيدة عن الوضع الذي وصلت إليه العلاقات السياسية بعد مرور 25 عاماً على إقامتها، عندما يخشى مواطنون أردنيون من القدوم علناً إلى إسرائيل.
- حاول العديد من الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر الإشارة إلى بؤر المشكلة؛ جزء منهم ركز على أن النزاع مع الفلسطينيين هو الذي يعرقل احتمال عودة الحرارة إلى العلاقات، وأشار آخرون إلى مشكلات في جبل الهيكل [الحرم القدس الشريف]، وهناك مَن أشار إلى التاريخ المعقد للعلاقات بين الدولتين منذ البداية، وقسم من المتحدثين اتهم الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها لم تقم بما يكفي من أجل ترميم العلاقات. وقد طُرحت في النقاشات مسألة الشرخ بين الشعب الأردني نفسه والعائلة المالكة، وكذلك توجهات الإدارة الأميركية الحالية التي لا تساعد في حل هذه المسألة.
العلاقات بين إسرائيل والأردن تتصف بالبرودة منذ فترة طويلة، ولكنها مؤخراً واجهت صعوبة إضافية في أعقاب الحادثة التي أطلق فيها حارس إسرائيلي النار على مواطنَين أردنيَّين في تموز/يوليو 2017، بسبب مهاجمة أحدهما له بمفك براغي، بحسب شهادته. وقد حظي الحارس باستقبال حار من نتنياهو في إسرائيل، الأمر الذي أثار غضب الأردنيين. عودة السفارة الإسرائيلية إلى العمل في عمّان لم تكن ممكنة قط إلاّ بعد أن عبّرت إسرائيل عن أسفها جرّاء الحادثة، ووافقت على دفع التعويضات لعائلتي القتيلين. وذكرت صحيفة أردنية أن إسرائيل دفعت نحو خمسة ملايين دولار لعائلتي القتيلين - بالإضافة إلى دفع تعويضات لعائلة القاضي الأردني الذي قتل في إطلاق نار على معبر أللنبي سنة 2014.