الشعب قال: لا بيبي بعد الآن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • الشخصية الأساسية في الكنيست الـ22، أفيغدور ليبرمان، وقف على المنصة قبل منتصف الليل وأطلق العبارة الأساسية: كل الذي وعدت به قبل الانتخابات سأنفذه أيضاً بعدها. معنى ذلك - فقط حكومة وطنية ليبرالية، معه، ومع الليكود وأزرق أبيض.
  • وبالطبع، إذا لم تكن النماذج التي جرى تقديمها على التلفزيونات ضحية تسونامي متطرف من الأكاذيب، فإن عهد نتنياهو كما عرفناه في العقد الأخير انتهى بالأمس. فقط عند ظهر يوم الخميس سنعرف نهائياً ما إذا كان الشخص الذي خاض خلال الأيام الـ111 الأخيرة معركة حياته - السياسية، وبالأساس الشخصية والقانونية - سيخسر عالمه كله. في هذا الوضع الحصانة لم تعد مطروحة. جلسة الاستماع بعد أسبوعين فقط، وهو سيصل إليها ضعيفاً سهل الاستهداف، ولن نتعجب إذا ما استيقظنا يوماً على صفقة مع الادعاء. في الأمس، على الأقل، لم يكن نتنياهو قط قريباً إلى هذا الحد من خسارة السلطة، وقريباً من المحاكمة، وربما أيضاً من السجن في نهاية المطاف.
  • من الصعب جداً رؤية كيف يمكن أن يشكل الحكومة المقبلة، سواء الحكومة الضيقة (ليس في وسعه ذلك) أو حكومة الوحدة (أيضاً لا يستطيع في ضوء هذه النتائج؛ بني غانتس وزملاؤه في زعامة أزرق أبيض لن يوافقوا على المداورة بعد عامين) . أيضاً لم يعد نتنياهو قادراً على قيادة الليكود بحزم كما في الماضي. كبار المسؤولين والأدنى منهم يدركون جيداً إلى أين جرهم. ومن لم يفهم سيدرك ذلك خلال يوم أو اليومين المقبلين. كذلك لم يعد في استطاعته أن يستخف بهم ويهينهم. حالياً هو بحاجة إليهم أكثر من حاجتهم إليه.
  • الكلام عن انقلاب في قيادة الليكود أو عن انتخابات تمهيدية لاستبداله سابق لأوانه قليلاً. في الحقيقة من الأفضل انتظار النتائج النهائية. لكن الأسماء معروفة: جدعون ساعر الذي يبرز في استطلاعات الرأي كمتقدم في رئاسة الليكود، ويسرائيل كاتس، وغلعاد أردان، ويولي أدلشتاين – كلهم كانوا أبناؤه ويجب أن يكون حذراً منهم كلهم الآن. لن نسمع منهم كلمة تردد أو شك قبل أن تتوضح الصورة.
  • لقد ثبت أن رهان نتنياهو على حل الكنيست الـ21، وجر الدولة إلى معركة انتخابية ثانية هو رهان كارثي. لقد تسبب نتنياهو بكارثة، سواء لليكود أو لكتلة يمين - حريديم. خسر حزب السلطة مقعدين أو ثلاثة مقاعد، وإذا أضفنا حزب كلنا، فقد خسر ستة إلى سبعة مقاعد - و"معسكر الشركاء الطبيعيين" الذي بدا وكأنه لا يمكن قهره، خسر الأغلبية البرلمانية.
  • بحسب صورة الوضع في الأمس، بنيامين نتنياهو لم يعد قادراً على الفوز في الانتخابات الإسرائيلية. هذه القصة انتهت. الرصيد تحول إلى عبء. لقد كانت أوراق المساومة لديه بعد 9 نيسان/أبريل أفضل بكثير من تلك التي يملكها اليوم. لقد تخلى عنها، فقط من أجل مصالحه الشخصية.
  • ماذا يستطيع أن يقترح على شركائه وحزبه؟ انتخابات للمرة الثالثة؟ من الواضح أنها ستؤدي إلى انهيار أكبر بكثير من الحالية. لقد أثبتت هذه المعركة الانتخابية للمرة الأولى بعد سنوات، وجود تعارض في المصالح بينه وبين الليكود. هو وحده مسؤول عن الخسارة الكبيرة في المقاعد: كان لليكود مع كلنا 39 مقعداً في بداية الحملة (35+4)، وبقي له 32 أو 33 مقعداً في أحسن الأحوال.
  • الحملة التي خاضها جعلت عشرات آلاف الناخبين العاقلين المعتدلين، يهربون من الليكود، ذلك بأنهم لم يتحملوا إساءة نتنياهو وابنه إلى كل مؤسسة حكومية. "لن أصوت في حياتي لهذه العائلة"، قال ليكودي قديم لي هذا الأسبوع. لم نشهد قط هنا معركة انتخابية عنيفة، وكاذبة، وعنصرية، وتحريضية، مثل تلك التي أدارها نتنياهو شخصياً. في الأيام الأخيرة قام الرجل – الذي سيبلغ بعد شهر الـ70 من عمره - بهجوم جنوني، مرضي تقريباً، من القفز والأكاذيب على جميع المستويات - الافتراضية والمادية.
  • وحتى الأمس أيضاً، داس بكل عنف ووقاحة على كل قوانين الانتخابات تقريباً، عندما أجرى مقابلات مع محطات إذاعية خاصة، واستشهد بنتائج استطلاعات وتصريحات باسم "صحافيين موثوقين"، ملفّقة، جرى نشرها في كل مكان من قبل الليكود. المجرم يبقى مجرماً، ويبدو أن ذلك في دمه. نقطة التحول كانت في نهاية يوم السبت قبل أسبوعين حين هاجم من فيلته في القيسرية مدراء ومحرري ومراسلي "كيشت 12"، واتهمهم بمحاولة "إلحاق الأذى بالديمقراطية".
  • منذ ذلك الوقت ازداد حدة. التحريض المجنون ضد "العرب" - ليس فقط ضد الأحزاب العربية بل ضد جمهور يقدر بمليوني مواطن أوفياء - ساهم بصورة مباشرة في رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي. هذا المجتمع الذي ساعده في سنة 2015، كان في الأمس سيفاً ذا حدين.
  • لقد ارتكب أخطاء أُخرى: إبراز سارة ويائير [ابنه] كان أحدها. هؤلاء الاثنان هما ضرر مؤكد. تعييناته - تعيين أمير أوحنا في العدل، ورافي بيرتس في وزارة التعليم، وبتسليل سموتريتش في المواصلات - أضرت به.

ما نُشر أخيراً عن نيته خوض حرب ضد "حماس" من دون إشراك رؤساء المؤسسة الأمنية، هو دليل آخر على أن نتنياهو موديل صيف 2019، يشكل خطراً واضحاً ومباشراً على أمن إسرائيل. هل الذين سيتوجهون إلى منزل رئيس الدولة [لتسمية رئيس الحكومة المقبلة] ومن بعده إلى مفاوضات ائتلافية سيدركون ذلك؟ على أي حال إذا كانت النتائج التي تظهر قريبة من النماذج، لن يكون لديهم خيار سوى استبطان الواقع الجديد.