"نيويورك تايمز": إسرائيل كانت قريبة جداً سنة 2012 من إعطاء الجيش ضوءاً أخضر لشنّ هجوم ضد منشآت نووية إيرانية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس (الأربعاء) أن إسرائيل تتهيأ منذ سنوات وبشكل فعال لشنّ هجوم ضد منشآت نووية إيرانية، وكانت سنة 2012 قريبة جداً من إعطاء الجيش الإسرائيلي ضوءاً أخضر لشنّ هجوم كهذا.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي أجرت مقابلة معه من أجل التقرير في آب/ أغسطس الفائت، قوله إنه كان وافق من دون أي تردد على الهجوم ولكنه لم يحصل على دعم الحكومة الضروري. وأضاف أن الهجوم لم يكن حيلة بل كان حقيقياً ولذا كان الأميركيون قلقين منه.

واقتبس التقرير عشرات المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين الذين أكدوا أن نتنياهو هدّد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما بتنفيذ الهجوم. وقال بعضهم إن هذه الضغوط دفعت الرئيس الأميركي السابق إلى تسريع المفاوضات مع طهران التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي الإيراني سنة 2015.

ووفقاً للتقرير كانت واشنطن تراقب النشاطات الإسرائيلية في ذروة التوتر بين إسرائيل وإيران في عهد أوباما، وفي صيف 2012 كشفت أقمار تجسس اصطناعية أميركية كتل طائرات إسرائيلية تقوم بما بدا أنه تجهيزات أولية لهجوم ضد إيران.

وأشار التقرير إلى أنه في ذلك الوقت دأب قادة إسرائيليون طوال أكثر من سنة على إصدار تحذيرات إلى واشنطن بأنهم قد يطلقون هجوماً عسكرياً ضد منشآت إيران النووية وأنهم في حال القيام بذلك لن يبلغوا الولايات المتحدة ولن يعطوها فرصة لوقفهم. وفي ضوء ذلك اتخذ وزير الدفاع الأميركي آنذاك ليون بانيتا قراراً نادراً بدعوة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى مكتبه في البنتاغون وعرض أمامه فيديو سرياً للغاية يظهر كيف قام البنتاغون بإقامة نسخة دقيقة من مفاعل فوردو الإيراني في صحراء في جنوب غربي أميركا، كما يظهر اختباراً لسلاح ضخم صممه سلاح الجو الأميركي من أجل اختراق أشد التحصينات تحت الأرض.

وجاء في التقرير أن باراك أعجب بهذا الفيديو، لكن إسرائيل تابعت التجهيز لشن الهجوم الذي كان أقرب إلى التنفيذ مما كان يعتقد، ما أدى إلى أن يقوم البيت الأبيض بإرسال مسؤول أميركي إلى إسرائيل كل بضعة أسابيع لمراقبة الوضع وضمان عدم إطلاق هجوم ضد إيران.

وأكد التقرير أن التوقيت كان إشكالياً أيضاً، إذ إنه قبل وقت قصير من الانتخابات الرئاسية الأميركية سنة 2012. ولفت إلى أنه بعد تلك الانتخابات أصبح من المستحيل الموافقة على الهجوم بسبب الخلاف الذي نشب بين نتنياهو وباراك في إثر قيام الأخير بعقد لقاء مع مدير طاقم أوباما السابق رام إيمانويل لمحاولة إقناعه بدعم خطوة إسرائيل، وعلم نتنياهو بأمر اللقاء واعتقد أن باراك كان يحاول تقويض الهجوم.

وأفاد التقرير أنه تم إلغاء الهجوم في تشرين الأول/أكتوبر 2012، وأشار إلى أن نتنياهو بدأ منذ ذلك الوقت يشكك بشكل متنام في مستشاريه الرفيعين. وأشار إلى أنه خلال سنة من تلك الوقائع تم استبدال كل من رئيس جهاز الموساد مئير داغان، ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] يوفال ديسكين، ومستشار الأمن القومي عوزي أراد. كما أفاد التقرير أن أمل نتنياهو بأن يكون خلفاؤهم أكثر طوعاً له سرعان ما خاب، إذ إن معظمهم بمن في ذلك رئيس هيئة الأركان العامة الجديد بني غانتس بالإضافة إلى وزراء كثيرين عارضوا الهجوم.