آسيا الوسطى: مسار للالتفاف على العقوبات الأميركية على إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في ضوء العقوبات الأميركية الشديدة التي فرضتها واشنطن على إيران، وتجاوب شركات كثيرة في العالم والامتناع من التجارة معها، بدأت طهران عملية مغازلة للدول القريبة منها جغرافياً في آسيا الوسطى. ومن خلال دول مثل تركمانستان وطاجيكستان وأوزباكستان المسلمة، وأرمينيا المسيحية، تأمل إيران بتحسين وضعها الاقتصادي. تشذ أذربيجان، الدولة المسلمة الشيعية التي تقع على حدود إيران، عن ذلك بسبب علاقاتها الجيدة مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة، وتبتعد إيران عنها، وتتقرب، بالذات، من خصم أذربيجان، أرمينيا التي يعيش فيها حالياً نحو 8000 إيراني.
  • من خلال هذه الدول تبحث إيران عن طرق يمكنها بواسطتها الالتفاف على العقوبات الأميركية وتحسين مداخليها من العملة الأجنبية التي تحتاج إليها بشدة. وتعتقد إيران أنه كون هذه الدول لا مصالح اقتصادية كبيرة لها تستثمرها في الولايات المتحدة، فأنها أقل تأثراً بالضغط الأميركي، وبالتالي لن تخضع للعقوبات.
  • يعتقد الاقتصادي تييري كوفيل، الخبير في موضوع إيران في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS)، أن في إمكان الدول المذكورة إجراء التجارة نقداً وهذه هي الطريقة الأمثل بالنسبة إلى إيران للتهرب من الرادار الأميركي. لكن  الحجم المتوقع للتجارة مع هذه الدول لا يكفي لحل مشكلات إيران في ضوء عبء العقوبات. وهو في أحسن الأحوال سيسمح لها بأن تتنفس قليلاً.
  • ستقوم شركة بناء إيرانية باستكمال بناء النفق الذي يربط العاصمة في طاجيكستان دوشانبي بمدينة مهمة أُخرى هي خوجند. أوزبكستان مهتمة بزيادة حجم تجارتها مع إيران إلى مليار دولار. وأرمينيا ستستوعب مزيداً من الإيرانيين بالإضافة إلى الآلاف من الموجودين فيها. المناطق الزراعية والتكنولوجيا والغاز هي بمثابة إغراء إيراني لهذه الدول.
  • كما ذكرنا، لا يكفي التوجه نحو آسيا الوسطى كي تتحرر إيران من العبء الاقتصادي الذي تواجهه. مع ذلك، فإن هذا النشاط هو جزء من محاربة المقاطعة، وكل دولة تقبل العلاقة الاقتصادية أو علاقة أُخرى تقوي من إصرار إيران على مواجهة المحدلة الأميركية. وليس من المستبعد أن تعتقد إيران في قرارة نفسها أن توثيق العلاقات التجارية مع دول آسيا الوسطى سيسمح لها بالصمود حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية، واحتمال دخول رئيس جديد إلى البيت الأبيض.

يدل تأمل الوضع بيقظة على أن ليس لدى إيران فرصة كبيرة لأن تجد علاجاً لأوجاعها لدى دول آسيا الوسطى. وأكثر ما يمكن أن تحصل عليه هو عمل وظيفة لشركات إيرانية، وبذلك تستطيع أن تمنح نفسها قليلاً من الهدوء على المستوى الشعبي. إذا زادت الولايات المتحدة عقوباتها كما وعدت، فإن هذه المغازلات الإيرانية ستتبدد، وستزول ثمارها تماماً.