اغتيالٌ غامض وهجوم قرب الحدود. معركة كبح "حزب الله" في سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

الهجوم الثاني في غضون شهر ونصف الشهر في تل الحارة، قرب الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، هو جزء من الجهد الذي تبذله إسرائيل لمنع "حزب الله" من إقامة بنى تحتية لمواقع استطلاعية ومنشآت استخباراتية سيقوم باستخدامها وقت الحاجة. في هذا السياق، يجدر التذكير بما نُشر قبل يومين بشأن اغتيال ناشط مركزي في "حزب الله" في قرية سعسع جنوبي دمشق.

 

  • يجب النظر إلى الهجوم الذي حدث الليلة (يوم الأربعاء) في سورية، ونُسب إلى إسرائيل، في السياق الأوسع المتصل بالجهود الرامية إلى منع "حزب الله" من إنشاء بنى تحتية إرهابية بجانب الحدود في الجولان السوري. وفي هذا السياق، يجدر التذكير بأن وسائل الإعلام في سورية أفادت، قبل يومين، بنبأ وفاة مشهور زيدان، الدرزي من سكان قرية الخضر والمعروف بأنه أحد الناشطين المركزيين في "حزب الله"، وذلك في عملية تفجير غامضة. قُتل زيدان وابنه في الانفجار الذي وقع ليلة الأحد الإثنين في قرية سعسع، الواقعة على مسافة نحو أربعين كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من دمشق.
  • يأتي هذا الاغتيال الغامض بعد الزيارة التي قام بها زيدان إلى بيروت قبل بضعة أشهر، طبقاً لتقارير متعددة. جهات في المعارضة اتهمت إسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال وادّعت أن زيدان اغتيل من الجو بواسطة طائرة مسيَّرة. وطبقاً لما نقلته صحيفة "الحدث" عن مصادر في المعارضة، "تمت عملية الاغتيال بواسطة صاروخ أُطلِق من طائرة مسيّرة، من دون طيار، من مسافة 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل". وأضافت تقارير المعارضة إنه عُثر على جثمانه وعلى وثائق شخصية مزورة يمكن أن تدل، وفق ادعاءاتها، على الهوية المزورة التي عمل بواسطتها في صفوف "حزب الله"، من أجل تنفيذ مهمات التنظيم.
  • تبذل إسرائيل، كما ذكرنا، كل ما في وسعها من أجل إحباط مساعي "حزب الله" لإقامة بنية تحتية إرهابية في الجانب السوري من هضبة الجولان، بالقرب من خط وقف إطلاق النار. هذا الهجوم الذي حدث الليلة في تل الحارة، يأتي بعد مرور نحو شهر ونصف الشهر على هجوم سابق في المكان ذاته، حيث تتمركز ميليشيات مؤيدة لإيران. وطبقاً لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة معارضة مقرها في بريطانيا، فقد أوقع الهجوم قتلى وأحدث أضراراً في الممتلكات. كما أُفيد، أيضاً، بأن "الهجوم استهدف مواقع تابعة للنظام السوري وللميليشيات الأجنبية الموالية له".
  • وقالت تقارير التلفزيون السوري إن أصوات الانفجارات بدأت تُسمع عند الساعة 00:40 من صوب هضبة الجولان وإن منظومات الدفاع الجوي عملت ضد هدفين إسرائيليين اثنين على الأقل، إلى الغرب من دمشق، في منطقة الغوطة. كما أفاد، أيضاً، بأن أصوات انفجارين آخرين قد سُمعت عند الساعة 01:00، أحدهما في منطقة القنيطرة والآخر في منطقة تل الحارة.
  • يبذل الإيرانيون جهوداً كبيرة جداً في إنشاء قاعدة إرهابية قرب الحدود مع إسرائيل، يؤدي "حزب الله" دور مقاول التنفيذ فيها. من المعروف أن رجال الحرس الثوري الجمهوري الإيراني لا يستطيعون البقاء في الجولان السوري بالقرب من الحدود مع إسرائيل، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة روسية، والذي يقضي بمنع وجود إيرانيين على بعد أقل من 80 كيلومتراً إلى الشرق من الحدود الإسرائيلية.
  • تقوم قوات الشرطة العسكرية الروسية بمراقبة المنطقة وتنفيذ الاتفاق فيها، ولذلك ألقى قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الجمهوري، قاسم سليماني، الذي يدير عملية التمركز الإيراني في سورية، على "حزب الله" مهمة إقامة البنية التحتية في الجولان، والتي تتكون من مواقع استطلاع ومنشآت استخباراتية لجمع المعلومات التي تخدم تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، يقوم بتنفيذها "حزب الله" والميليشيات الشيعية التي أحضرها الإيرانيون إلى هضبة الجولان، في اليوم الذي تقرر فيه إيران أن الأمر يخدم أهدافها.
  • يمكن الافتراض أن التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج الفارسي يدفع بإيران إلى مطالبة "حزب الله" بتسريع الجهود لإقامة الجبهة في الجولان، استعداداً لوضع يحتاج فيه الإيرانيون إليها، في إطار مواجهة واسعة مع الولايات المتحدة، وربما مع إسرائيل أيضاً. وكان مسؤولون إيرانيون رفيعون وفي "حزب الله" قد قالوا مؤخراً، صراحة وعلانية، إنهم يقيمون جبهة مع إسرائيل في الجولان.
  • يوفر موقع تل الحارة نقطة استطلاع بصري وإلكتروني إلى مسافة بعيدة داخل الأراضي الإسرائيلية، وهو يُستخدم منذ عشرات السنين كقاعدة استخبارات للجيش السوري ولجهات أُخرى أيضاً، تعمل تحت رعايته، مثل إيران وروسيا. والمنطقة المحيطة بالتل هي منطقة عسكرية مغلقة. وفي نهاية العام الماضي، استولى الجيش السوري على هذه المنطقة بمساعدة الروس، وبموجب الاتفاق معهم، يُسمح للجيش السوري فقط بالوجود في المنطقة، بينما يتم إبعاد الإيرانيين والميليشيات التابعة لهم، وكذلك "حزب الله"، إلى الشرق من شارع دمشق - درعا الذي يمر بمحاذاة تل الحارة، وحتى مسافة 80 كيلومتراً على الأقل (65 كيلومتراً إلى الشرق من تل الحارة).