وفاة بسام الشكعة الرئيس السابق لبلدية نابلس الذي نجا من محاولة اغتيال سنة 1980
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

توفي أول أمس بسام الشكعة، الرئيس السابق لبلدية نابلس، وأحد أهم الشخصيات السياسية الفلسطينية التي ظهرت خلال سبعينيات القرن الماضي وثمانينياته عن عمر ناهز 89 عاماً.  وكان الشكعة قد تعرّض قبل 30 عاماً لمحاولة اغتيال نفّذها تنظيم سري يهودي، وهو ما أدى إلى بتر ساقيه.

وُلد الشكعة سنة 1932 هو ينتمي إلى إحدى العائلات الميسورة في المدينة. في مطلع خمسينيات القرن الماضي انتمى إلى حزب البعث الذي كان ينادي بالوحدة في العالم العربي. طاردته السلطات الأردنية، فانتقل إلى العمل السري وعاش متنقلاً بين سورية ولبنان ومصر. في سنة 1965 سُمح له بالعودة مجدداً إلى مدينته، وفي سنة 1976 انتُخب رئيساً لبلدية نابلس، وظل في منصبه حتى سنة 1982.

امتاز الشكعة بنضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي. في سنة 1979 اعتقلته إسرائيل وأصدرت حكماً بطرده بعد أن اتهمته المؤسسة الأمنية بتأييد الإرهاب، وذلك بعد إعلانه أمام منسق الأنشطة في المناطق المحتلة تأييده للهجوم الذي وقع على الساحل، والذي قتل فيه عناصر من تنظيم "فتح" عشرات الإسرائيليين. وبعد العديد من طلبات الالتماس جرى إلغاء قرار طرده، وعاد إلى نابلس كبطل.

في سنة 1980 قام تنظيم سري يهودي مسلح يضم مستوطنين من اليمين بهجمات ضد شخصيات فلسطينية، ووضع عبوات ناسفة في سيارات ثلاثة رؤساء بلديات في المناطق، أحدهم الشكعة الذي كان رئيساً لبلدية نابلس، الأمر الذي أدى إلى بتر ساقيه، وهو منذ ذلك الحين يتنقل على كرسي متحرك.

على الرغم من ابتعاده عن الحياة السياسية، كان الشكعة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو، ومما قاله حينها: "اتفاق أوسلو، وكل الاتفاقات الأُخرى التي وقعتها حكومة إسرائيل وياسر عرفات لن تحقق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني ولن تمنحه حق تقرير المصير". في سنة 1994 قال لمراسل صحيفة "هآرتس" رداً على الهجوم على خط 20 في رامات غان، والذي قُتل فيه 6 إسرائيليين: "الهجوم هو رد على الاحتلال وأعماله. وما دام الاحتلال قائماً، سيظل الناس يعانون جرّاءه ولا مفر من ظهور ردات فعل على الاحتلال. الاحتلال بحد ذاته هو عمل إرهابي".

في سنة 1999 فرضت عليه السلطة الفلسطينية الإقامة الجبرية بعد توقيعه عريضة تهاجم الزعامة الفلسطينية لتوقيعها اتفاقات أوسلو.

في سنة 2005 قال الشكعة في مقابلة نادرة أجراها معه داني روبنشتاين عندما سُئل عن رأيه  في حل الدولتين: "إسرائيل ليست مستعدة لذلك. هي تمارس سياسة عنصرية وتعمل طوال الوقت على توسيع المستوطنات، لذلك ليس هناك ما يسمح بالحديث عن مبدأ الدولتين".