مقابلة مع مدير معهد هرتسليا المتعدد المجالات عاموس جلعاد
المصدر
غلوبس

موقع متخصص بالمسائل الاقتصادية ومسائل الطاقة. يصدر باللغة الإنكليزية.

 

[أجرت صحيفة "غلوبوس" مقابلة مع اللواء في الاحتياط عاموس جلعاد على هامش مؤتمر هرتسليا السنوي الذي يترأسه، و طرحت عليه عدداً من الأسئلة، نقتطف بعض المقاطع منها]

  • "بيت محصن جيداً لكن النمل الأبيض يـأكله من الداخل". هذا هو الوصف الذي يختاره اللواء (في الاحتياط) عاموس جلعاد لوصف وضع إسرائيل والمسارات التي تمر بها مؤسسات الحكم فيها. "حالة الفساد في الدولة وانقسام الشعب يقلقاني كثيراً، قبل كل شيء كمواطن. كما يقلقاني على المستوى الوطني".
  • يقول غلعاد: "في اللحظة التي تضعف فيها المناعة الوطنية، في اللحظة التي يُقال فيها إنه يمكن اختيار قرارات المحاكم، وما تنفّذه أو لا تنفّذه، فإن الوضع يصبح كما قالت رئيسة محكمة العدل العليا أستير حيوت قريباً من الفوضى".
  • يشدّد جلعاد على أنه يقول هذا الكلام "من وجهة نظر رسمية وليست سياسية". فهو مثلاً امتنع من مهاجمة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شخصياً، ويثني على معالجته المشكلة الإيرانية، ويشير إلى الاستقرار الأمني النسبي خلال ولايته. في المقابلة التي أجرتها معه "غلوبوس" لا ينتقد فقط بحدة طريقة اتخاذ القرارات في موضوع الغواصات، بل أيضاً تقلقه سياسة إضعاف السلطة الفلسطينية، ويحذّر من النتائج الكارثية التي يمكن أن تترتب على ضم أجزاء من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. 
  • ما رأيك في خطة فرض السيادة الإسرائيلية على المناطق؟
  • " أنا أرتعد خوفاً من ذلك. وآمل بأن يفهم الناس في البلد ذلك. السفير فريدمان لا يبدو لي شخصاً يمكن أن تصدر عنه زلة لسان عندما يتحدث عن الحق في الضم وأعتقد أنه يقصد ذلك، وربما هو يكشف النية الحقيقية".
  • النية الحقيقية لدى القدس؟
  • " لقد قال رئيس الحكومة ذلك، وهذا ليس سراً. من الممكن أن يذهبوا في هذا الاتجاه. التاريخ في النهاية قاس. وهو يسير بحسب القرارات الفعلية التي تُتخذ. سنصبح دولة واحدة مع الفلسطينيين. مؤيدو ذلك سيعتبرون أنه كلام أخرق، وسيقللون أيضاً من أعداد الفلسطينيين - في النهاية سنصبح جماعة واحدة. أنا أفكر أيضاً في العبء الأمني. كيف سندافع عن أمر كهذا؟ هل سنتمسك بالاحتلال العسكري، لا سمح الله؟ السلطة في نهاية الأمر ستختفي. فهي قائمة على اتفاق بيننا وبين منظمة التحرير الفلسطينية. لدي انتقادات قاسية لاتفاق أوسلو، لكن في النهاية هناك واقع: تريد طرد السلطة؟ لا بأس، أعطني بديلاً آخر. هل تعرف أي عبء اقتصادي يشكله احتلال عسكري ليهودا والسامرة؟ من سيدير هذه المسألة؟ آمل بأن يفكروا في ذلك. لكنني لست واثقاً".
  • عن الوضع الأمني في إسرائيل يقول جلعاد:"من جهة، لدينا جيش قوي جداً. ولدينا أوراق لم نملكها سابقاً. مثلاً العلاقات الودية والأمنية مع الدول العربية. هذا بمثابة رصيد استراتيجي من الدرجة الأولى. مثلاً، إذا نظرت شرقاً، في الماضي كان الأردن نقطة انطلاق للجيوش الأجنبية وجزءاً من ائتلاف عام، كما كان يمكن استخدام الأردن كقاعدة للإرهاب. اليوم لم يعد ذلك موجوداً، نتيجة الاتفاق الاستثنائي للتعاون. لم يعد مواطنو إسرائيل يعانون منذ فترة طويلة جرّاء الإرهاب. ولم نعد عرضة لتهديد جيوش نظامية، وأيضاً لتهديد سلاح نووي تملكة أنظمة معادية. لكن من جهة أُخرى وضعنا هش للغاية. إيران مصرة على زوال إسرائيل، والإيرانيون سيفعلون كل ما في استطاعتهم لحدوث ذلك. هم مصرون على تطوير سلاح نووي، وعلى العودة إلى التأثير في العراق، ومصرون على تحويل سورية إلى جبهة فاعلة، وسيفعلون ذلك. لقد أقاموا جبهة قواعد عملياتيه وقواعد استخباراتية، وقواعد استراتيجية، مع 100 ألف جندي شيعي."
  • "كل مساحة لبنان المستقل من بيروت إلى الحدود هو منطقة واقعة تحت سيطرة حزب الله، وهو فرع من فروع إيران، مع 130 إلى 140 ألف صاروخ. يحاول الإيرانيون بناء طبقة ثانية من الصواريخ. وبحسب التقارير الأجنبية نحن نعمل ضد ذلك بنجاح. " 
  • إسرائيل لم تمنع وقف إطلاق الصواريخ من غزة
  • "صحيح، دعونا نجري ميزاناً. ما سأقوله لا يهم مَن يسكن في غلاف غزة. لكن في الميزان العام الغلبة لنا. هم يحاولون أن يقوموا من غزة بهجمات قاسية جداً- قتل، عمليات استشهادية، تفجير باصات، ولا ينجحون في ذلك بسبب تفوقنا الاستخباراتي. لدينا قدارت استثنائية تسمح لنا بتحييد الأنفاق في الشمال والجنوب. أغلبية القذائف يجري اعتراضها بواسطة القبة الحديدية. ما بقي لهم هو وسائل بدائية وبائسة ـ لكنها يمكن أن تؤدي إلى التدهور - البالونات والحرائق، وضرب يشيفا [مدرسة دينية] في سديروت كانت فارغة."
  • "بالنسبة إلى ما يجب أن نفعله مع "حماس" ، هناك بعدان. "حماس" هي تنظيم مجرم مصرّ على عدم وجود إسرائيل، ومصرّ على الوصول إلى يهودا والسامرة وطرد السلطة ومنظمة التحرير والسيطرة. هذا سيناريو رعب لكنه يمثل رؤيتهم. لا يمكن التوصل إلى اتفاقات معهم. ما تريده "حماس" في غزة هو أن نوافق على أن تصبح دولة مستقلة تقفز إلى يهودا والسامرة. ولهذا هي تريد مرفأ بحرياً ومطاراً وفتح الحدود... هناك البعد الإنساني الذي يجب أن نفصل بينه وبين البعد الأمني. الأزمة الإنسانية تشكل فشلاً. عندما يتوقف العمل في الصرف الصحي في غزة، نحن سنعاني جرّاء هذا، وإذا برزت الأمراض هناك، نحن أيضاً سنعاني".
  • "لنفترض أن الجيش تلقى أمراً من المجلس الوزاري المصغر بطرد "حماس"، هو سيفعل ذلك، لكن ليس بسهولة، لكنه سيفعل ذلك. ماذا سيحصل بعد ذلك؟ من سيسيطر هناك؟ من يسيطر على منطقة مصابة بكارثة؟ يجب عدم الدخول إلى غزة إذا لم تفكر فيما سيحدث في اليوم التالي.