عودة بيريتس إلى رئاسة حزب العمل بمثابة صفعة لإيهود باراك
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من المحزن والفاجع أن يختار حزب العمل زعيماً مَن كان رئيسه قبل 14 عاماً، ويقترب حالياً من السبعين من عمره. فوز عمير بيرتس لم يكن مفاجئاً، خصماه إيتسيك شمولي وستاف شافير استنزفا بعضهما بعضاً في صراعات على القوة والأنا لم نشهدها من قبل لدى بالغين وأصحاب خبرة من أمثالهما. وبذلك هما سمحا للشخص العائد بعد غياب طويل والمرشح المزمن الذي يترشح للمرة الخامسة في العقدين الماضيين، بتسويق نفسه بأنه هو من سيعيد بناء الحزب الممزق، ويسير به نحو أفق ساطع ومقاعد كثيرة في الكنيست، ويهدىء النفوس.
- ليس واضحاً ما إذا كان انتخاب بيريتس هو بشرى جيدة أو سيئة بالنسبة إلى حزب العمل. لا شك في أن الاستطلاعات في الأيام المقبلة ستلقي ضوءاً على ذلك. وستتوقع ارتفاع تمثيل الحزب لأكثر من ستة مقاعد حصل عليها في الانتخابات الأخيرة. لقد تنبأت الاستطلاعات أيضاً لآفي غباي لدى انتخابه قبل عامين نحو 22-23 مقعداً. عندما تخف الحماسة ويعتاد الجمهور، تبدأ الأمور بالظهور بطريقة مغايرة. لا يزال هناك 76 يوماً للانتخابات.
- الواضح هنا أن عودة بيريتس إلى رئاسة الحزب في هذا الوقت هي صفعة موجهة إلى وجه إيهود باراك. مرة أُخرى الحياة نفسها تحبط خططه المثالية وتحليلاته العبقرية. لقد بناها على أن شمولي وشافير سيوافقان من دون أن يرف لهما جفن على أن يكونا الرقم الثاني في إطار "الاندماج". بيرتس قصة أُخرى، إذ لا يمكن أن يقبل أن يكون تحت جناحيْ الشخص الذي أقاله من وزارة الدفاع في سنة 2007.
- هو سيقول لباراك: لقد كنتُ وزيراً للدفاع وأنتَ أيضاً كنتَ وزيراً للدفاع. لقد جلبت 19 مقعداً للعمل، وأنت فككت الحزب من أجل البقاء في حكومة نتنياهو وجلبت 15 مقعداً. ما القصة؟ وما الذي سيجعلني نائب صاحب السيادة؟
- الاندماج الذي أمل به باراك، ودعوته في كل المعارك الانتخابية السابقة إلى الاندماج في كتلة وسطية - يسارية للحؤول دون خسارة أصوات، اصطدما في الأمس بحائط مسدود. من الآن وحتى 1 آب/أغسطس، موعد إغلاق تقديم القوائم، الاستطلاعات هي التي ستتحدث: اذا ارتفع حزب العمل، سيتراجع حزب باراك. والعكس صحيح. لعبة تعادل سلبي قائمة بين هذين الإطارين الحزبيين. يؤكد بيريتس أنه قادرعلى تجنيد أصوات في اليمين، كما فعل فعلاً في انتخابات 2006، لكن يجب أن تذكر أن الليكود هو الذي تراجع حينها إلى 12 مقعداً وكان ناخبوه مستعدين للتفكير في خيارات أُخرى: العمل، كاديما برئاسة أولمرت، أو حزب المتقاعدين برئاسة رافي إيتان.
- ما الذي أثبته لنا بيرتس؟ أنه شخص عنيد، يحاول مرة تلو الأُخرى يرمونه من النافذة فيعود من الشرفة، يُرمى من الشرفة فيتدلى إلى الداخل من كوة في السقف، وفي النهاية أيضاً ينجح. وحتى لو كان انتخابه حصل لعدم وجود خيار آخر في حزب العمل هناك من يشك في أنه ينوي الدخول إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. هذا الشك لا يطال بيريتس فقط بل أيضاً باراك الذي عقد في الأمس مؤتمراً صحافياً من دون سبب حقيقي (باستثناء الحصول على بضع ثوان من البث) وأوضح أنه لن ينضم إلى نتنياهو في أي مرحلة أو بأي طريقة أو وضع.
خلال سباق ترشحه تعهد بيريتس أمام محازبيه أن ولايته ستكون قصيرة، عامان على الأكثر، وبعدها ينوي الترشح إلى رئاسة الدولة. المفاجأة النسبية هي شافير. فقد نجحت في الحصول على المركز الثاني، مع 27% من مجموع أصوات الناخبين، بينما شمولي الذي كان يُعتبر مرشحاً فائزاً، حصل على عدد أقل، 26%.