وزارة الشؤون الاستراتيجية استعانت بجهاز الموساد لمحاربة حركة الـBDS
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أظهرت جداول زمنية لأيام عمل الوزراء الإسرائيليين في سنة 2018 أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] الذي يتولى أيضاً منصب وزير الشؤون الاستراتيجية عمد إلى الاستعانة بجهاز الموساد من أجل مكافحة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها BDS، وذلك من خلال عقد جلسات تشاور وتنسيق بهذا الشأن مع العديد من المسؤولين في هذا الجهاز وفي مقدمهم رئيس الموساد يوسي كوهين.

وتم الكشف عن هذا التعاون الموثق في دفاتر يوميات الوزير إردان في إثر قيام حركة "هتسلحاه" [حركة المستهلكين للنهوض بمجتمع واقتصاد عادلين] بتقديم طلب التماس إلى المحكمة العليا طالبت فيه من خلال الاستناد إلى قانون حرية المعلومات الإسرائيلي بنشر الجداول الزمنية لأيام عمل الوزراء الإسرائيليين في سنة 2018 في محاولة للكشف عن روابط بين سياسيين ومصالح تجارية محلية وعالمية، إذ أظهر دفتر يوميات إردان توثيق لقاء مع رئيس الموساد يوسي كوهين بشأن موضوع محاربة حركة المقاطعة.

كما أظهر دفتر اليوميات أن إردان عقد اجتماعات في هذا الشأن مع رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئاسة الحكومة مئير بن شبات، ومع قادة المستوطنين في الضفة الغربية، وممثلي العديد من المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة وفرنسا وفي شتى أنحاء العالم، وتحدث مع زعماء ودبلوماسيين أجانب.

كذلك خُصصت عدة اجتماعات عقدها إردان سنة 2018 من أجل إقامة شركة خاصة باسم "كونسيرت" تهدف إلى الترويج سراً لما سمّته نشاطات توعية جماهيرية تتعلق بمحاربة حملة نزع الشرعية عن إسرائيل. وتبيّن أن الحكومة الإسرائيلية قررت تحويل مبلغ 128 مليون شيكل لهذه الشركة ونشاطاتها، بالإضافة إلى جمع مبلغ مماثل من جهات خاصة في الخارج.

يُشار إلى أن وزارة الشؤون الاستراتيجية سبق أن تفاخرت بأن لديها تعاوناً متشعباً مع مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لكنها رفضت الكشف عن محتوى هذا التعاون ونطاقه بحجة أن هذا من شأنه أن يلحق أضراراً بالجهود السرية ضد حركة المقاطعة وقادتها.