يجب إضعاف حزب الله
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • بعد أسابيع معدودة، من المنتظر أن تبدأ في الناقورة، في الجانب اللبناني من الحدود، محادثات برعاية أميركية بين إسرائيل ولبنان بشأن النزاع على الحدود البحرية الغنية بالغاز بين الدولتين. في السنة الأخيرة أرسلت الولايات المتحدة أربعة موفدين إلى إسرائيل ولبنان (الأخير كان وزير الخارجية بومبيو) لإقناعهما بحل الخلاف بينهما، من خلال السعي لتعزيز الحكم المركزي في بيروت في مواجهة حزب الله، التنظيم المارق. البدء بالمحادثات المباشرة تقريباً بين لبنان وإسرائيل هو إنجاز أميركي مهم، ويمكن القول إن واشنطن نجحت في استعادة نفوذها في لبنان الذي بدا للحظة أنها خسرته.
  • لقد نجح الإنجاز الأميركي بعد أن ضغط على الرئيس اللبناني ميشال عون حليف نصر الله، وبعد إقناع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري الذي تربطه علاقات وثيقة بحزب الله بالأهمية الاقتصادية لاستخراج الغاز. كما جرى الحصول على موافقة رئيس الحكومة الحريري الذي يدعم الابتعاد عن النزاعات الإقليمية من خلال شعار "النأي بالنفس" أي: المحافظة على النفس وعدم التورط في نزاعات الآخرين، وذلك كوسيلة للوقوف في وجه تدخّل حزب الله في سورية وفي وجه إسرائيل وغيرها. الاقتصاد اللبناني المتعثر يستغيث مستنجداً، والمداخيل من حقول الغاز ستساعده كثيراً على الخروج من أزمته.
  • تقارير متضاربة تصل من لبنان وإسرائيل بشأن مضمون المحادثات، وهو ما يدل على أنه يجب انتظار الجلسة الأولى من المحادثات لمعرفة فرص استمرارها. يدّعي لبنان أنه اتفق مع الولايات المتحدة على بحث الخلاف البحري مع الخلاف البري - أي الـ11 نقطة البرية موضوع الخلاف، بحسب لبنان، من رأس الناقورة حتى جبل الشيخ. تدّعي إسرائيل أن المحادثات ستكون فقط بشأن الأزمة البحرية. بالاستناد إلى الماضي، يبدو أن ما يقوله لبنان يعكس بشكل أدق الاتفاق مع الولايات المتحدة التي موقفها غير واضح تماماً: مرة تقول إنه يجب حل المشكلتين معاً، ومرة تقول إنه يجب حل الأزمة البحرية فقط.
  • في أي حال، هدف المحادثات حل الخلاف بين إسرائيل ولبنان، وزيادة الضغط على حزب الله، وبهذه الطريقة تسعى الولايات المتحدة لإعادة لبنان إلى دائرة النفوذ الأميركي وسحب البساط من تحت أرجل حزب الله الذي يعتبر نفسه المدافع عن المصلحة اللبنانية في وجه إسرائيل. والمحادثات المستقبلية يمكن أن تقرّب الولايات المتحدة من هذا الهدف.
  • حقيقة أن حزب الله لم يحاول إفشال المحادثات هي دليل آخر على ازدياد ضعفه في الساحة الداخلية اللبنانية. وذلك على الرغم من أن الانتخابات الأخيرة قبل عام عززت موقعه داخل الحكومة اللبنانية.

حسناً تفعل إسرائيل إذا وجدت حلاً يستجيب لحاجاتها في المسألتين - البرية والبحرية - وبذلك تساهم في زيادة الضغط على حزب الله في موضوع مقاومته إسرائيل التي يستغلها من أجل زيادة مخزونه من السلاح غير الشرعي الذي يعرّض لبنان كله للخطر.