يجب رفع الحصار عن غزة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في سنة 2005، قبل 14 عاماً، فصلت إسرائيل نفسها - مدنيون وقوى أمنية - عن قطاع غزة. صحيح أن إسرائيل انفصلت، لكن تركت وراءها مليوني شخص مسجون ومحاصر في أكبر معسكر للاعتقال في تاريخ البشرية.
- صحيح أن هذا ليس معسكر موت وإبادة. كميات محسوبة من الغذاء والدواء والوقود أُدخلت إلى المكان تحت الرقابة (مع أنها لم تكن أبداً منظمة). لا وجود لفرص العمل هنا تقريباً، ومع البطالة اختار كثيرون العمل في حفر الأنفاق التي أصبحت جزءاً من الصراع ضد العدو الإسرائيلي.
- قبل بضعة أيام جرى الاحتفال بذكرى المحرقة و"البطولة". أشدّد على "البطولة"، وعلى الواقع الرهيب في معسكر الإبادة، واقع دفع اليهود إلى تنظيم صفوفهم ومحاولة التمرد والفرار- في تريبلينكا، وسوبيبور أو وارسو. لسوء الحظ قلائل فقط نجحوا في الفرار وفي الخلاص من الجحيم. شعور مشابه، مع آلاف الفوارق، يشعر به مليونا شخص محاصرون اليوم في القطاع.
- كيف نواجه المشكلة؟ لا أتحدث عن المواجهة الحالية، وعن القذائف المتبادلة، وعن هجمات سلاح الجو. هذا التبادل للضربات سيستمر أياماً إضافية، وسيجري التوصل إلى تهدئة ستصمد أياماً، وربما أسابيع، وحتى سنوات معدودة - لكن المشكلة ستبقى من دون حل.
- حان الوقت للسعي لحل للمشكلة من أساسها، وهناك حل واحد فقط: رفع الحصار الإسرائيلي بصورة مطلقة - براً وجواً وبحراً. في المقابل ثمة حاجة إلى تجنيد موارد تسمح بتطوير المنطقة وإعادة إعمارها، أي شخص في القطاع يريد مغادرة المكان يمكنه أن يفعل ذلك من دون عائق. وليست إسرائيل هي من يقرر إقامة مرفأ في قبرص، أو في جزيرة اصطناعية وتُستخدم كمرفأ مراقب لدولة – القطاع. وليست إسرائيل هي من يقرر إذا كان يجب إقامة مطار في المكان واستخدامه، من دون رقابة إسرائيلية عليه. وليست إسرائيل من يفحص كل سفينة أو قارب صيد يخرج إلى البحر. بكلمة واحدة - يجب إزالة الحصار الإسرائيلي واستكمال الانفصال عن القطاع.
- من أجل الدفع قدماً بذلك يجب أن نوجد حواراً وتنسيقاً مع مصر، ومع جهات عربية أُخرى، ومع واشنطن، ومع المنظومة الدولية - ومع كل من سيطلب الدفع قدماً بالمشروع. ألا ينطوي ذلك على أي خطر على إسرائيل؟ من المحتمل أن يكون هناك خطر ومن المحتمل ألّا يكون. لكن موازين القوى العسكرية هي التي تسمح لنا في إسرائيل بالمجازفة، مع الأخذ في الحسبان الربح والإنجاز الذي نأمل بتحقيقه.
- على ما يبدو، نحن بحاجة إلى مرحلة موقتة من الردع المتبادل شبيه بالردع القائم اليوم مع حزب الله على حدود لبنان. ويجب ألّا نربط ذلك بطبيعة التسوية السياسية في القطاع – ترى هل ستكون هذه أبداً دولة مستقلة، هل ستتوثق العلاقات مع السلطة الفلسطينية؟ وربما حتى نرى أن الراعي المصري سيعتبر القطاع جزءاً من شبه جزيرة سيناء.
حالياً، بعد الانتخابات التي جرت، وفي أعقاب تأليف الحكومة الجديدة في القدس، يتعين على حكومة إسرائيل أن تدرس الأمور من أساسها، وأن تسعى لتحقيق حل دائم. هذا هو الرد الذي نحن ملزمون به إزاء سكان غلاف غزة. هم مستعدون له ويطالبون به. على الحكومة الجديدة ألّا تخيب أملهم.