من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- كانت الانتخابات استفتاء على استمرار تولّي بنيامين نتنياهو رئاسة حكومة إسرائيل، ولقد فاز فيها فوزاً هائلاً، حيث تقف وراءه كتلة ليكود كبيرة. لقد منح الجمهور الإسرائيلي أغلبية واضحة لليمين، ويستطيع نتنياهو بسهولة أن يؤلف حكومة مع "شركائه الطبيعيين" كما وعد طوال الحملة الانتخابية.
- سيكون لحكومة نتنياهو الجديدة هدفان مركزيان: إبعاد كل لوائح الاتهام التي تهدد نتنياهو، وضم المستوطنات إلى إسرائيل بالتنسيق مع إدارة ترامب. يمكن تلخيص الموضوعين في صيغة بسيطة وعلى القافية: "حصانة في مقابل سيادة". هذا التوجه رسمه رئيس الاتحاد القومي بتسلئيل سموتريتش الذي سيتولى زعامة اليمين المتطرف في الكنيست وفي الائتلاف الجديد.
- في مقابل تشريع يضع بصورة أو بأُخرى لوائح الاتهام ضده في قيد الحفظ، سيضطر نتنياهو إلى التنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن "صفقة القرن" المتعثرة بصورة تسمح لإسرائيل بإعلان سيادتها على المستوطنات وضمان عدم إخلاء أي مستوطن. في الشائعات المتسربة من واشنطن بشأن الخطة هناك تلميح إلى أن في استطاعة إسرائيل الاحتفاظ بالمنطقة ج التي تشمل الجزء الأكبر من الضفة الغربية والمستوطنات كلها، ومناطق التدرب على إطلاق النار للجيش الإسرائيلي، ومناطق مفتوحة. الفلسطينيون الذين وضعهم السياسي غير واضح في الخطة، سيجري التعويض عليهم بمساعدة اقتصادية. وإذا رفضوا الخطة، كما هو متوقع، يصبح من الأسهل تأييد ضم إسرائيلي "لمناطق احتُلت في حرب دفاعية"، كما برّرت الإدارة الأميركية اعترافها بضم الجولان. في جميع الأحوال، إسرائيل اختارت دولة واحدة، وتخلت عن حل الدولتين على قاعدة تقاسم البلد مع دولة فلسطينية.
- في الجبهة الداخلية، ستعمل الحكومة الجديدة على القضاء على "الثورة القضائية" وتحويل محكمة العدل العليا من سلطة مهمتها مراقبة السلطة التنفيذية وفرض قيود عليها، إلى ذراع دعاية يقدم دعماً قانونياً لقرارات الحكومة - على غرار أحكام محكمة العدل العليا التي شرعنت خطوات احتلال المناطق منذ سنة 1967. هذه السياسة القضائية سوف تستورد من المناطق إلى داخل الخط الأخضر. رئيسة حزب اليمين الجديد أييليت شاكيد، من المنتظر أن تُخلي مكتبها في وزارة العدل، لكن المواقف التي عرضتها في حملتها الانتخابية - تعيين سياسي للقضاة وإخضاع المستشار القانوني للوزراء - تحظى بتأييد واسع في اليمين، وسيجري الدفع بها قدماً من جانب وزير آخر.
- قانون القومية، أهم قرارات الكنيست المنتهية ولايته، سيشكل القاعدة الإيديولوجية للحكومة الجديدة لليمين: أي تفوق يهودي ومكانة أدنى للمواطنين غير اليهود. ما يزال من الصعب تخيُّل الخطوة التالية في قانون التمييز، لكن تركيبة الائتلاف المقبل تضمن حدوثها. ربما إعلان الولاء لإسرائيل كدولة يهودية كشرط للمواطنة، أو للحصول على مخصصات الضمان الوطني. الاختبار الأول يقترب عندما ستقرر محكمة العدل العليا بتركيبتها الحالية إذا كانت ستنظر في الالتماسات المقدمة إليها لإبطال قانون القومية ضد الموقف الموحد لأحزاب اليمين الرافضة لصلاحيات المحكمة بشأن إبطال قانون أساس.
- لقد بددت الانتخابات مرة واحدة وإلى الأبد وهمَ "الوسط – اليسار" المواجه لليمين، والذي يجب أن يترأسه جنرال يتفاخر بقتل العرب، وبذلك يجذب الناخبين من الكتلة المضادة. هذه المرة وقف في مواجهة نتنياهو جميع الجنرالات الذين ما يزالون في قيد الحياة، وبعض من يحملون رتبة لواء، وذلك أيضاً لم يساعد. الطلب على هذه البضاعة ليس كافياً لتغيير الحكم. في الجمهور اليهودي هناك أغلبية واضحة لمواقف اليمين، ولقد اتضح مجدداً أن الطريقة الوحيدة للتغلب على هذه المواقف هي بناء بديل فكري من الأسفل، وعدم توقّع انتزاع سريع للحكم بإغارة ناجحة على الكنيست ومقر الحكومة. هذا ما فعلته الصهيونية الدينية التي كانت أقلية وما تزال، لكن تمكنت من السيطرة الإيديولوجية على معسكر اليمين ومن خلاله على الدولة كلها.
الدرس الذي يتعين على إسرائيل استخلاصه من الهزائم المتكررة هو أن فرصة العودة إلى الحكم تكمن في التعاون مع المجتمع العربي في إسرائيل، والدفع قدماً بنموذج مواطنة متساوية يدفع الناخبين العرب إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع. ليس هناك خزان آخر للناخبين يمكن أن يشكل قاعدة لثورة مضادة. لقد حذا بني غانتس ورفاقه في أزرق أبيض حذو من سبقوهم وتجنبوا أي اتصال مع العرب. وبذلك برّروا سياسة اليمين، وأيضاً تنازلوا عن الورقة الوحيدة التي كان في إمكانها ترجيح الكفة لمصلحتهم. لكن هذه الورقة ما تزال مطروحة على الطاولة، حتى مجيء شخص لديه الشجاعة لالتقاطها، وذلك قبل فوات الأوان.