"حماس" تستغل نقطة ضعف إسرائيل عشية الانتخابات لتضغط عليها حتى النهاية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الفترة الزمنية الممتدة من يوم الأرض [30 آذار/مارس] وحتى يوم الانتخابات الإسرائيلية [9 نيسان/أبريل] هي فترة قصيرة، وتعتبرها "حماس" فرصة للتوصل إلى إنجازات مهمة في كل ما يتعلق بتخفيف الحصار على غزة.
  • في المؤسسة الأمنية يراقبون الحوار الدائر في الحركة بشأن اعتبار الانتخابات في إسرائيل نقطة ضعف يجب استغلالها، ويبدو أن "حماس" تضغط على إسرائيل فعلاً عشية الانتخابات وتشد الحبل حتى نهايته.
  • احتدام أعمال العنف في غزة في الأيام العشرة المقبلة من شأنه أن يؤثر في نتائج الانتخابات. ومن مصلحة إسرائيل نقل المشكلة إلى الحكومة المقبلة. في مقابل ذلك، "حماس" تريد التغيير منذ الآن، وعلى الرغم من ذلك، إنهم في الجيش الإسرائيلي ما زالوا يعتقدون أن "حماس" لا تريد مواجهة عسكرية مع إسرائيل.
  • مشكلة الردع في غزة أوجدتها إسرائيل نفسها. فقد تعلمت حركة "حماس" أن بين التصريحات والأفعال على الأرض يوجد هامش كبير يمكنها التحرك ضمنه، ودفع ثمن في إمكانها تحمّله، كما جرى مثلاً في جولة التصعيد الأخيرة. وبخلاف تصريحات رئيس الحكومة، فالقصف الذي قام به الجيش الإسرائيلي لم يكن الرد الأقسى في القطاع منذ عملية الجرف الصامد.
  • أدى سلوك المستوى السياسي إلى إحداث تغيير في المعادلة. قبل أن تبدأ حملة مسيرات العودة العنيفة التي تنظمها "حماس"، كان لدى الجيش الإسرائيلي ومنسق الأنشطة خطط ومبادرات للتخفيف من الوضعين الاقتصادي والمدني في قطاع غزة. لكن هذه الخطط رُفضت ولم تُبحث بجدية. وما كان سيعطي إسرائيل موقع قوة يمكن أن يُفسَّر اليوم بأنه تقديم تنازلات، انطلاقاً من نقطة ضعف. عندما كان نائب رئيس الأركان إيال زمير قائداً للمنطقة الجنوبية حذّر المستوى السياسي من حدوث مثل هذا السيناريو عندما ستبدأ مسيرات العودة. وهذا فعلاً ما يحدث حالياً.
  • ليس من الواضح بعد كيف ستنتهي جهود الوساطة المصرية. في جميع الأحوال من المتوقع مجيء عشرات الآلاف من الغزّيين إلى الجدار يوم السبت. والسؤال كيف ستتصرف "حماس": هل ستحاول كبح العنف ومنع الاقتراب من السياج؟ أم أنها ستعطي ضوءاً أخضر إلى آلاف المتظاهرين للاقتراب من السياج الحدودي؟ في مثل هذه الحالة ثمة احتمال وقوع عدد كبير من القتلى، ومن هناك ستصبح الطريق قصيرة نحو تصعيد أمني كبير.
  • حتى لو نجحت مساعي الوساطة المصرية في التوصل إلى تسهيلات تستطيع أن تقدمها "حماس" كإنجاز في غزة، فإن إحياء يوم الأرض سيجري. في مثل هذه الحالة ستكون مصلحة كبار مسؤولي الحركة تهدئة الوضع على الأرض. لكن هذه المهمة لن تكون سهلة. فقد جرى طلب وسائل النقل، وأُعلن يوم عطلة، ووسائل التواصل الاجتماعي تدعو الجماهير إلى المشاركة. ومنذ الآن أصبح هامش الكبح ضيقاً جداً، وهناك تنظيمات أُخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي التي لديها مصالح خاصة بها.

مسؤوليات جسيمة ملقاة على عاتق القادة والمقاتلين وبصورة أساسية على عاتق القناصة الموجودين على الأرض. كلما كان عدد القتلى الفلسطينيين قليلاً كلما خدم هذا أكثر مصلحة الجيش الإسرائيلي بعدم الانجرار إلى تصعيد غير مرغوب فيه. لكن حتى لو مر يوم الأرض بهدوء، ليس من المتوقع أن ينخفض التوتر في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يستمر حتى يوم الانتخابات.