إنجاز دبلوماسي خفي في أفريقيا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

أثارت زيارة رئيس الحكومة نتنياهو إلى تشاد في كانون الثاني/يناير ردات فعل سياسية كثيرة وحظيت بتغطية واسعة النطاق في وسائل الإعلام. وعلى الرغم من أن السرور من الزيارة مبرَّر، يبدو أن هناك خطوة أهم بكثير بالنسبة إلى إسرائيل على الساحة الأفريقية مرت بهدوء نسبي، وتقريباً من دون اهتمام إعلامي أو عام بها.

  • في نيسان/أبريل المقبل، من المنتظر أن يصل أول سفير إسرائيلي إلى كيغالي عاصمة رواندا، وهو ما يشير إلى نضوج توّجه التقارب بين البلدين، وهو عملية جرت بحذر وعناية طوال عدة سنوات. ومع اقتراب موعد فتح السفارة الإسرائيلية هناك، من المنتظر أن تفتتح شركة الطيران الوطنية في رواندا خطاً جديداً بين تل أبيب وكيغالي.
  • قلائل في إسرائيل يعلمون أن رواندا، بخلاف تشاد الفقيرة، شهدت ثورة اقتصادية غير مسبوقة في العقد الأخير حوّلتها من دولة زراعية تعيد بناء نفسها بعد سنوات من الحرب والجرائم الجماعية إلى قاطرة اقتصادية تحرّك المنطقة كلها. تحتل رواندا هذه السنة المرتبة الثانية في القارة من حيث الإدارة السليمة وصاحبة أسرع معدل نمو، وسنة بعد سنة تقف على رأس قائمة الدول المفتوحة لرجال الأعمال في أفريقيا، مع نتائج مثيرة للإعجاب. شركات دولية كبيرة من أبرزها شركة فولسفاكن الألمانية، فتحت معامل وورش عمل في المنطقة الصناعية في العاصمة كيغالي.
  • مدينة كيغالي التي دُمرت وهُجرت بصورة كاملة خلال جرائم إبادة جماعية، تحولت في العقد الأخير من مدينة أكواخ صفيح إلى مدينة أبراج تجارية، ومراكز مؤتمرات، وفنادق فاخرة. وبفضل مشاركة السكان تحولت عاصمة رواندا إلى إحدى المدن النظيفة بيئياً في أفريقيا.
  • رئيس رواندا باول كاغاما يخطط بعيداً للمستقبل، ومن المتوقع أن تفتتح الدولة الصغيرة في العامين القريبين مطاراً جديداً هو الأكثر حداثة في القارة، وشبكة سكة حديد تصل إلى تنزانيا، ومجموعة من الطرق السريعة الجديدة. ولا تقتصر رؤية كاغاما على البنى التحتية والأعمال، إذ يستثمر الحكم في توسيع جهاز التعليم، من خلال التشديد على المجال التكنولوجي. وتبدو مظاهر الثورة في التعليم واضحة: في الأشهر المقبلة من المنتظر أن يُفتتح في كيغالي المصنع الأول من نوعه لتركيب هواتف ذكية، وهذا إنجاز لا يمكن تخيّله بالنسبة إلى دولة أفريقية. على الرغم من الانتقادات الغربية لأسلوب كاغاما في الحكم، فالرئيس الرواندي يزيد  فقط من نفوذه الإقليمي. فقد تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي في السنة الماضية، وانتُخب أيضاً رئيساً لمجموعة أفريقيا الشرقية التي تجمع دولاً أغنى بكثير مثل كينيا وأوغندا.
  • على الرغم من تحوّل رواندا إلى دولة رائدة في أفريقيا، فإن توثيق العلاقات الدبلوماسية بين كيغالي والقدس لم يثِر اهتمام وسائل الإعلام. وسبب ذلك، إلى جانب الاعتبارات السياسية، هو الجهل بما يجري في أفريقيا، والفرص التي تعرفها القارة لإسرائيل.