أسقط تقرير نشرته وزارة الخارجية الأميركية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في أنحاء العالم أمس (الأربعاء) الإشارة إلى هضبة الجولان كمنطقة محتلة كما ظهرت في تقارير سابقة. كما أن كلمة احتلال لم ترِد في التقرير فيما يتعلق بمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان تقرير هذه الوزارة في السنة الفائتة أسقط مصطلح "الأراضي المحتلة" من عنوان القسم المخصص لإسرائيل، وتم تقليل استخدام المصطلح في نص التقرير، لكن تم حذف المصطلح بالكامل في تقرير السنة الحالية.
ولأول مرة تطرّق تقرير الوزارة الأميركية إلى هضبة الجولان بأنها خاضعة لسيطرة إسرائيلية، في حين كان يتم التطرق إليها في التقارير السابقة بأنها محتلة من طرف إسرائيل.
ويتجنب تقرير هذه السنة أيضاً وصف أي مناطق فلسطينية بأنها محتلة، في حين أنه في وثيقة السنة الفائتة ظهر مثل هذا الوصف في نطاق الفقرة التي تتحدث عن ملاحقة إسرائيل السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، إذ ورد فيها أن "السلطات الإسرائيلية تلاحق فلسطينيين غير مواطنين معتقلين بحسب القانون العسكري الإسرائيلي، وهي ممارسة تطبقها إسرائيل منذ احتلال 1967". ويستخدم تقرير السنة الحالية كلمة احتلال مرتين فقط لدى اقتباس فقرات عن منظمات مدنية إسرائيلية ودولية.
وتعقيباً على ذلك قال مسؤول في وزارة الخارجية في واشنطن إنه لم يطرأ أي تغيير على السياسة الأميركية المتعلقة بالوضع في الأراضي الفلسطينية. وأكد أن التقرير لم يستخدم كلمة احتلال لأنه ركّز على حقوق الإنسان وليس على القضايا القانونية.
وبالنسبة إلى هضبة الجولان نفى هذا المسؤول أن يكون ما ورد في التقرير دليلاً على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية في الهضبة، وأكد أن سياسة واشنطن بخصوص الجولان لم تتغير.
وأشاد عدد من قادة اليمين في إسرائيل بالصيغة الجديدة لتقرير وزارة الخارجية الأميركية.
وقالت نائبة وزيرة الخارجية تسيبي حوتوفيلي إن عدم وجود عبارة أراضي محتلة في وثيقة رسمية تابعة لوزارة الخارجية الأميركية هو خطوة مهمة لعلاقات إسرائيل الخارجية ولمستقبل المستوطنات في المناطق [المحتلة]. وأكدت أن سبب هذا التطور يعود إلى المبادرات الدبلوماسية التي يقوم بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
يُذكر أن السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام قام هذا الأسبوع بزيارة إلى إسرائيل شملت جولة ميدانية في هضبة الجولان برفقة كل من رئيس الحكومة نتنياهو، والسفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان. وأكد غراهام أنه سيعمل من أجل اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان [المحتلة]، ووصفها بأنها إحدى المناطق الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل.
وأفاد تقرير لقناة التلفزة الإسرائيلية 13 [القناة العاشرة سابقاً] مساء أمس أن نتنياهو يعمل جاهداً من أجل اعتراف إدارة دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية في الجولان قبل الانتخابات العامة التي ستجري يوم 9 نيسان/أبريل المقبل. وأضافت أن قائد تحالف "أزرق أبيض" بني غانتس قلق من إمكان حدوث ذلك وتعزيز شعبية نتنياهو.
وأشارت قناة التلفزة إلى أن استخدام عبارة خاضعة لسيطرة إسرائيلية في تقرير لوزارة الخارجية الأميركية لدى الحديث عن هضبة الجولان قد يكون دليلاً على استعداد الولايات المتحدة للتفكير بمثل هذا الاعتراف.
وكشفت قناة التلفزة أن السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان أشرف على صوغ التقرير، وأنه طلب من مساعد له المرور على النص مع قلم أحمر وحذف كلمة احتلال منه.