سـأشتاق إلى جمال زحالقة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الأسبوع الماضي أبطلت لجنة الانتخابات المركزية خوض قائمة بلد- راعم انتخابات الكنيست المقبل، بعد التماس قدّمه الليكود وحزب قوة لإسرائيل. الآن سيكون على محكمة العدل العليا حسم الموضوع. حجة الإبطال هو أن بلد [التجمع الوطني الديمقراطي] لا يعترف بوجود إسرائيل كدولة يهودية. وخلال النقاش ادّعى المحامي إيتمار بار غافير، أن بلد يؤيد الإرهاب وأضاف: "أعمال حنين الزعبي الكل يعرفها، لكن بخلاف الادعاءات أنه منذ اللحظة التي غادرت فيها، تغيّر بلد، الرئيس الجديد مطانس شحادة التقط صورة مع مخرب ألقى قنبلة في حيفا".
- لن أشتاق إلى بلد إذا لم تغيّر محكمة العدل العليا قرار الإبطال. لكن الذي سأشتاق إليه كثيراً في الكنيست المقبل هو جمال زحالقة. على الرغم من أن أفكاري بعيدة عن أفكاره سنوات ضوئية وأعارض أغلبيتها، فلقد كنت دائماً أقدّر استقامته وصدقه. واستعداده لقول الحقيقة ودفع الثمن، ورفضه المسايرة.
- لقد عبّر زحالقه عن الموقف العربي - الفلسطيني بصراحة ودون تجميل. وهو الوحيد الذي قال الحقيقة لأعضاء الكنيست من حزب العمل: إنهم هم الذين يتعالون على الفلسطينيين وليس تحديداً أنصار اليمين. في خطاب له في الكنيست السابق - من أروع الخطب التي أُلقيت في مجلس النواب - توجّه زحالقه إلى أعضاء حزب العمل وقال لهم إن تأييد أعضاء حزب العمل الظاهري للعرب، بما فيه الكلام عن السلام، ليس حقيقياً، بل هو غطاء للعنصرية إزاء العرب. وفي رأيه مَنْ أضرّ كثيراً بالعرب هو حزب العمل عبر التاريخ وليس الليكود. وأضاف قائلاً إن اليمينيين هم ضده لكنهم دائماً يحترمونه ويسلمون عليه، في مقابل جزء من اليسار يتصرف بتعالٍ حياله وحيال رفاقه.
- زحالقة كان أيضاً مكسب لليمين عندما قال إنه بالنسبة إليه ليس هناك فارق بين 1967 وبين 1948، وإن هذا التقسيم موجود فقط في مخيلة اليسار. وأضاف أن المقصود مصطلح مبعثه أنه مريح لهم: بعد أن سرقوا أراضي العرب، هم كأنهم يريدون سلاماً.
- زحالقة كان من الوحيدين الذين قالوا إن دولة إسرائيل هي مشروع كولونيالي وليس عودة إلى أرض الأجداد ولا وجود لدولة اليهود، بل فقط دولة لجميع مواطنيها. بالنسبة إليه، المستوطنون بنوا منازلهم بالقرب من أراضي العرب، بينما الكيبوتسيم بُنيت على أراضي العرب. هو الوحيد الذي قال إن هذا العلَم بالنسبة إليه هو مجرد خرقة.
سوف أشتاق إلى زحالقة بسبب تنوّعه. وخصوصاً في هذه المعركة الانتخابية حيث يحاول الجميع إخفاء أيديولوجيتهم ويقرأون من الورق ما كتبه مستشارون سياسيون وخبراء في العلاقات العامة. هو نقيض الشعارات والكليشيهات التي تهدف إلى عدم قول أي شيء جوهري كي لا يثير غضب أحد. وأيضاً لأنه في نظري رجل جميل. أجمل بكثير من غانتس.