كشف الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية أن حزب الله اللبناني قام في الأشهر الأخيرة بتجنيد المئات من سكان القرى والبلدات السورية في هضبة الجولان لصفوف قوة خاصة هدفها مهاجمة إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه القوة لم تصبح عملانية بعد لكن سكان تلك القرى والبلدات بدأوا بعمليات جمع معلومات استخباراتية لمصلحة حزب الله، كما أن بحيازتهم متفجرات وأسلحة خفيفة ومدافع رشاشة وصواريخ مضادة للدبابات.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن هذه العملية برمتها، التي يطلق حزب الله عليها اسم "ملف الجولان"، تديرها القيادة العليا للحزب في لبنان، وتجري من وراء ظهر الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أنه بالرغم من الضربات الإسرائيلية لمنع تعزيز الوجود العسكري الإيراني في سورية فإن "المحور الشيعي" يجد سبلاً جديدة لتعزيز هذا الوجود في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل، ومن هذه السبل قيام حزب الله في الوقت الحالي بمحاولة تشكيل قوة عسكرية من مرتزقة يتلقون رواتب شهرية في مقابل نشاطهم العسكري.
كما أشار الجيش إلى أنه في أيار/مايو 2013، في ذروة الحرب الأهلية في سورية، قرر الأسد السماح لقوات حزب الله بالوصول إلى هضبة الجولان وخوض مواجهات محدودة مع إسرائيل، وذلك بهدف صرف الانتباه عن الأحداث الدائرة في سورية. وبعد وصول قوات حزب الله الى الجولان بدأت بإنشاء قوة قتالية وبنية تحتية واسعة على طول منطقة الحدود مع إسرائيل. وتمكنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من رصد هذا المشروع وعملت على إحباطه. ووفقاً لتقارير أجنبية، قصفت طائرة إسرائيلية قافلة كانت فيها عناصر قيادية لحزب الله بالقرب من القنيطرة. وكان من بين الذين قتلوا جهاد مغنية، الذي بحسب مصادر الاستخبارات الإسرائيلية كان مسؤولاً عن إنشاء البنية التحتية لحزب الله في الجولان. وفي كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه قُتل سمير القنطار، الذي يُعتقد أنه تولى المهمة ذاتها خلفاً لمغنية، وذلك في انفجار غامض لسيارته. وفي حزيران/يونيو 2017 رصد الجيش الإسرائيلي عودة عناصر بارزة من حزب الله إلى الجولان. وحاول مسؤولون كبار في حزب الله إخفاء تحركاتهم القريبة من منطقة الحدود مع إسرائيل عن أنظار المسؤولين في سورية، لعلمهم بعدم رغبة دمشق في تسخين الوضع في منطقة الحدود، كما حاول حزب الله عدم لفت انتباه روسيا إلى هذه التحركات.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن القيادة العليا لحزب الله ترسل تعليماتها إلى ناشطي الحزب من موقع قريب من دمشق، ويقوم هؤلاء الناشطون بنقل التعليمات إلى العاملين في الميدان في هضبة الجولان. وأضاف أنه يمكن إدراك الأهمية التي يوليها قادة حزب الله لهذا المشروع من خلال الميزانية التي رصدوها له، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الحزب في الفترة الأخيرة.
كما ادعى أن المرحلة التالية التي خطط لها حزب الله تتمثل في نقل أسلحة ثقيلة مثل صواريخ إلى عناصره بالقرب من منطقة الحدود مع إسرائيل. وأشار إلى أن الحزب يجد صعوبة في العثور على طرق لنقل الصواريخ إلى تلك المنطقة ويخشى أن تقوم إسرائيل بتدميرها إذا ما قام بذلك.
ووفقاً للجيش الإسرائيلي يتولى المسؤولية عن مشروع "ملف الجولان" أبو حسين ساجد، وهو أحد ناشطي حزب الله البارزين ومقره في بيروت. والتحق ساجد بصفوف حزب الله سنة 1983 وشغل عدة مناصب في إدارة العمليات خلال الفترة التي كان الجيش الاسرائيلي يحتل الجنوب اللبناني، وفي سنة 2006 تم نقله للعمل في العراق، حيث كان مسؤولاً عن عمليات وحدة حزب الله العراقية. وتم اعتقاله سنة 2007 من طرف القوات الأميركية في العراق وأفرج عنه سنة 2012 فعاد إلى لبنان، حيث تم تعيينه مسؤولاً عن تدريب قوات حزب الله الخاصة. وفي الصيف الفائت تم إرساله من طرف حزب الله إلى سورية لتنفيذ مشروع "ملف الجولان".