غزو هادىء: روسيا لا تكتفي بسورية وتريد موطئ قدم أيضاً في لبنان
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • بعد سورية، يعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين آماله على لبنان. أهمية هذه الدولة، والمنظومات الدفاعية التي نصبتها روسيا في قواعدها في سورية، والتي تغطي الأراضي اللبنانية، والمسافة الجغرافية القصيرة بين مدينة طرابلس الشمالية وبين هذه القواعد، دفعت بوتين إلى الإدراك أنه من الأفضل أن يكون له موطىء قدم في بلاد الأرز.
  • يعمل الرئيس الروسي على تحقيق رغبته على العديد من الأصعدة: على الصعيد العسكري والاقتصادي، والسياسي والثقافي. لقد كانت سنة 2018 سنة نشاط بصفة خاصة. على الصعيد العسكري، اقترح الروس على اللبنانيين صفقة سلاح كبيرة قيمتها مليار دولار، يمكن دفعها خلال 15 عاماً، من دون فوائد. الصفقة لم تتحقق بسبب ضغط أميركي كبير. اقترحت موسكو على الجيش اللبناني تقديم ذخيرة مجانية. رئيس الحكومة حصل عليها وحوّلها إلى قوى الأمن الداخلي والدرك. تستمر روسيا في اقتراح سلاح على الجيش اللبناني الذي يتردد في إقامة مثل هذه العلاقة. أكثر فأكثر يدرس عسكريون لبنانيون في روسيا. ومؤخراً اشترى لبنان من روسيا 104 شاحنات عسكرية.
  • مجال النفط والغاز في البحر المتوسط يستهوي روسيا. هنا توجد مصلحة روسية واضحة. بعد اندماج شركة الغاز والنفط الروسية "نوفتاك" مع شركتي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية، تحولت روسيا إلى شريكة في التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط. مؤخراً دخلت شركة روسية جديدة "روز نفط" إلى الصورة في منطقة طرابلس، المدينة القريبة من القواعد الروسية في سورية.
  • شهد المجال الثقافي في السنوات الأخيرة ازدهاراً كبيراً، فعلى سبيل المثال أُقيمت مراكز ثقافية في شتى أنحاء لبنان. وقريباً سيُفتتح مركزان إضافيان في منطقة عالية في الجبل، وفي الجنوب، ليس بعيداً عن الحدود مع إسرائيل. هذه المراكز هي نواد للعرب الذين يتكلمون الروسية، ومن أجل تعليم اللغة، وزيارات فنانين وغير ذلك. وهي أيضاً تشكل إطاراً لنشاط سياسي. الموسيقار اللبناني زياد الرحباني أنشأ مجموعة باسم "مجموعة لـ تفكير سياسي" - خطوة متقدمة لبناء لوبي روسي في لبنان.
  • لا ينظر حزب الله بعين الرضا إلى النشاط الروسي. فهو ينافس نفوذ إيران في الدولة. رئيس الحكومة سعد الحريري يزور كثيراً روسيا لإجراء محادثات مهمة في موضوعي سورية وطهران. اشتمال هذه المحادثات على مسألة تسلُّل روسيا الهادىء إلى لبنان يتيح معرفة نوايا بوتين ومخططاته. من المفيد أن نعبّر للأميركيين عن اهتمامنا كي يعرفوا أننا انتبهنا إلى ذلك، وأيضاً كي لا نستيقط صباح ذات يوم مع حقائق على الأرض من الصعب تغييرها.