روسيا تبحث عن "موطىء قدم" بين "حماس" و"فتح"
تاريخ المقال
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة
تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.
- بعد أسبوع تماماً، يتوجه كبار المسؤولين في حركتي "حماس" و"فتح" إلى موسكو للمشاركة في قمة خاصة تنظمها وزارة الخارجية الروسية وتستمر يومين، من أجل التوصل إلى مصالحة داخلية فلسطينية.
- يترأس وفد "حماس" إلى المناقشات رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية الذي ذهب إلى مصر لتنسيق المواقف بشأن موضوع المصالحة مع رؤساء الاستخبارات المصرية الذين بادروا إلى عملية المصالحة بين "حماس" و"فتح"، منذ سيطرة "حماس" بالقوة على قطاع غزة في سنة 2007.
- دعوة هنية إلى موسكو وجهها وزير الخارجية سيرغي لافروف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد جولة العنف الأخيرة التي أطلقت خلالها الحركة أكثر من 400 صاروخ على إسرائيل. يومها وجهت إسرائيل احتجاجاً حاداً إلى روسيا بواسطة سفيرها في موسكو غاري كوهين، لكن الروس رفضوا الاحتجاج بذريعة أن "إسرائيل تتحدث بنفسها مع حماس".
- أيضاً السلطة الفلسطينية ليست راضية عن التدخل الروسي في عملية المصالحة واستضافة زعيم "حماس" إسماعيل هنية في موسكو. السفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل قال في مقابلة أجراها معه راديو فلسطين في 4 شباط/فبراير إن يومين في موسكو لا يكفيان لجسر الخلافات بين "حماس" و"فتح"، لكن المقصود رسالة روسية إلى جميع الفصائل الفلسطينية أن روسيا مستعدة لتوظيف جهود في موضوع المصالحة الداخلية الفلسطينية.
- بالاستناد إلى مصادر رفيعة في "فتح" يؤخر عباس إعلان الحكومة الفلسطينية الجديدة كي يُظهر للروس أنه مستعد لإعطاء فرصة لمبادرة المصالحة التي يقومون بها، ومن المفترض أن تكون الحكومة الفلسطينية الجديدة حكومة وحدة وطنية تشمل مندوبين من جميع الفصائل الفلسطينية الأعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، من دون مندوبين عن حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي. [أعلنت الجبهتان الشعبية والديمقراطية أنهما لن تشاركا في الحكومة - المحررة].
- لا يتعامل الروس مع "حماس" بصفتها تنظيماً ارهابياً بل كفصيل فلسطيني شرعي ومهم. وقد صوتوا في الأمم المتحدة قبل شهرين ضد اقتراح السفيرة الأميركية نيكي هايلي إدانة "حماس" لإطلاقها الصواريخ على إسرائيل.
- وبينما يرفض الرئيس بوتين دعوة رئيس الحكومة نتنياهو إلى زيارة موسكو، منذ حادثة إسقاط طائرة التجسس الروسية من منظومة الدفاع في الجيش السوري، يحاول الرئيس الروسي تجديد التدخل الروسي في الموضوع الفلسطيني، والتحول إلى طرف مؤثر في هذه الساحة من خلال لعب دور الوسيط بين "فتح" و"حماس".
- بحسب مصادر رفيعة في السلطة الفلسطينية، تحاول روسيا حالياً تعزيز نفوذها الإقليمي على خلفية عداوتها مع إدارة ترامب والتقدير أنه مباشرة بعد الانتخابات في إسرائيل سيقدم الرئيس الأميركي خطته الجديدة للسلام المعروفة بـ"صفقة القرن" وسيحاول الدفع بها قدماً بمشاركة كل الأطراف على الرغم من المعارضة الفلسطينية لها.
- يحاول الروس تعزيز نفوذهم بما يتلاءم مع مصالحهم ولا يستنكفون عن أي اتصال رسمي مع حركة "حماس". تقربت روسيا من "حماس" بدءاً من سنة 2006، بعد فوزها في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين تجري مع الحركة حواراً سياسياً يتجلى أحياناً في زيارات يقوم بها كبار المسؤولين في "حماس" إلى موسكو.
- ترفض روسيا الانتقادات الموجهة إلى علاقتها بـ"حماس" وتدّعي أن هذه العلاقة تساعد على جعل الحركة أكثر اعتدالاً و تشجعها على التخلي عن العنف.
- في "حماس" مسرورون جداً من التحرك الروسي ومن مبادرة عقد المؤتمر في موسكو، فمن المتوقع أن يمنح اللقاء الشرعية للحركة، وأن يساعد في تقدير أطراف في "حماس" على حشر رئيس السلطة الفلسطينية في الزاوية وإظهاره كرافض رئيسي لعملية المصالحة الفلسطينية.
- في تقدير مصادر رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية أن المبادرة الروسية ستفشل في نهاية الأمر، لكن الروس سيربحون نقاطاً و"موطىء قدم" من جديد في الساحة الفلسطينية، وليس من المستبعد أن يحدد الروس مواعيد لقاءات أُخرى بين الطرفين وأن يحاولوا المحافظة على تدخل دائم في موضوع المصالحة الداخلية الفلسطينية.