بعد موجة الهجمات الإسرائيلية، إيران تنوي إبعاد نشاطها عن مطار دمشق
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • تزداد المؤشرات إلى أن إيران تريد نقل مركز تزويدها سورية بالسلاح من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة بعيدة عن العاصمة. ويبدو أن النشاط الإيراني الذي يقوده الحرس الثوري سينتقل إلى قاعدة تيفور 4T- التابعة لسلاح الجو السوري، الواقعة بين مدينتي حمص وتدمر. القرار الآخذ في الظهور له علاقة بموجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة حول المطار التي أثارت توتراً بين إيران وبين نظام الأسد وموسكو، لأنها زعزعت محاولات خلق الانطباع بعودة الاستقرار بعد انتصار النظام السوري في الحرب الأهلية.
  • الوجود الإيراني في المطار مستمر منذ سنوات عديدة بموافقة نظام الأسد، لكنه تسارع في سنوات الحرب الأهلية. في تلك السنوات تحول المطار الدولي إلى مركز استقبال وفرز وتخزين للسلاح المرسل من إيران. فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني يدير مجمعاً خاصاً فيه داخل المطار يبعد بضعة أمتار فقط عن محطة استقبال المطار الدولي التي يمر بها مدنيون وسياح في رحلات من سورية وإليها. تدّعي إسرائيل أن النشاط الإيراني في المطار الذي يجري بغض نظر روسي، يعرّض المسافرين وأمن النظام السوري للخطر.
  • مطار دمشق هو المطار المدني الرئيسي في سورية، وشهدت الحركة فيه تراجعاً خلال فترة الحرب، وأيضاً على خلفية قطع العلاقات بين النظام السوري وبين عدد كبير من الدول. بالقرب من محطة الاستقبال المدنية للمطار يوجد "البيت الزجاجي"، وهو مبنى مؤلف من 7 طبقات أُقيم في الأساس كي يُستخدم كفندق، لكنه تحول في السنوات الأخيرة إلى مقر العمليات الإيرانية في سورية. يعمل بيت الزجاج كمجمع مغلق، وبالقرب منه منشآت تخزين للسلاح، بينها حظيرتان تحت الأرض هدفهما الأساسي حماية الطائرات من هجوم. العتاد الحربي - بدءاً من الذخيرة والسلاح، مروراً بصواريخ أرض - جو، وصولاً إلى "معدات دقيقة"، هدفها تحسين دقة صواريخ حزب الله - تنتقل إلى مطار دمشق عبر رحلات مدنية من إيران في طائرات شحن عسكرية وأحياناً أيضاً في طائرات يستأجرها الحرس الثوري الإيراني من شركات خاصة إيرانية. يجري الاحتفاظ بشحنات السلاح في المنشأة فترة من الوقت تتراوح بين ساعات معدودة إلى أسابيع. وتُنقل من هناك بشاحنات إلى حزب الله في لبنان، وإلى القواعد العسكرية التابعة لإيران في سورية وإلى الجيش السوري.
  • مؤخراً اعترفت إسرائيل بهجومين شنتهما على المطار. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعلن مسؤوليته عن الهجوم الأول في 11 كانون الثاني/يناير. والهجوم الثاني وقع فجر يوم 29 كانون الثاني/يناير، وجاء رداً على إطلاق صاروخ إيراني اعترضته بطارية صواريخ القبة الحديدية في منطقة جبل الشيخ، وقبل يوم من ذلك (الإيرانيون ردوا على هجوم لم تعترف به إسرائيل رسمياً جرى في اليوم عينه). وسائل الإعلام العربية تحدثت عن عدة هجمات جوية إسرائيلية حدثت في الأشهر الأخيرة، موجهة لإحباط تهريب أنواع معينة من السلاح.
  • منطقة المطار في دمشق محمية ببطاريات صواريخ أرض - جو سورية، بينها صواريخ أس- آي - 22. ويجري استخدام منظومة الدفاع الجوي السورية بصورة واسعة النطاق خلال معظم الهجمات الإسرائيلية في المنطقة. في جولة الهجمات الأخيرة في نهاية كانون الثاني/يناير، هاجم سلاح الجو الإسرائيلي ودمر عدداً كبيراً من منصات الصواريخ والبطاريات السورية، بعد إطلاق نيرانها على طائراتنا.
  • في مناسبات عديدة أعلنت القيادة الإسرائيلية أنها تتحرك لإحباط تهريب السلاح والعتاد والتمركز العسكري الإيراني في أراضي سورية. وتدّعي إسرائيل أن النشاط الإيراني في مطار دمشق الذي يشمل تهريب السلاح بكميات كبيرة، يعرّض للخطر أمن المسافرين والمطار المدني واستقرار نظام الأسد. وفي رأيها، الوجود الإيراني هناك ينتهك أيضاً التعهدات الروسية بإبعاد الإيرانيين إلى مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل (موسكو ادّعت فيما بعد أن التعهدات لا تشمل دمشق: يقع المطار على بعد نحو 60 كيلومتراً من الحدود).
  • الظاهر أن سلسلة الهجمات الأخيرة على مطار دمشق، والتي جرى جزء منها في وضح النهار، وقامت بتغطيته وسائل إعلام دولية، تسببت بإحراج نظام الأسد أيضاً إزاء روسيا. مؤخراً ظهرت تحضيرات إيرانية لنقل النشاط من دمشق. لقد سبق لسلاح الجو أن هاجم في الماضي قاعدة تيفور على الأقل مرتين، واستهدف منشآت عسكرية إيرانية، في شباط/فبراير وأيار/مايو السنة الماضية، خلال جولتين من التصعيد الكبير في مواجهة إيران في سورية.