غانتس يشكل نداً بديلاً لنتنياهو
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • أثبت الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة بني غانتس أمس (الثلاثاء) أنه يشكل ندّاً بديلاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وليس مبالغة القول إنه لأول مرة منذ عشر سنوات تطرح المعارضة الإسرائيلية في مقابل رئيس الحكومة شخصاً صاحب صلاحية وتجربة من المجال الأمني، ليستا أقل من الصلاحية والتجربة اللتين منحتا نتنياهو أفضلية حاسمة على منافسيه حتى الآن.
  • بطبيعة الحال يمكن للإنسان الإسرائيلي العادي أن يحلم بجدول أعمال مدني واجتماعي، وبحكومة تركز على التربية والتعليم وشبكة المواصلات وأسعار المواد الغذائية والمستشفيات، لكن في لحظات الاختبار الحاسمة تحتاج إسرائيل إلى زعيم لا يفقد صوابه تحت خطر النيران، وغانتس مقنع أكثر من غيره بقدرته على مواجهة مثل هذا التحدي.
  • لقد تسبب الظهور الناجح لغانتس أمس في سحق يائير لبيد [رئيس حزب "يوجد مستقبل"] وآفي غباي [رئيس حزب العمل]، اللذين يتطلعان إلى قيادة المعسكر المناهض لنتنياهو. ولا يعود سبب سحق غانتس لهما إلى تجربته العسكرية والدبلوماسية فقط، إنما أيضاً إلى قيامه بتوجيه النقد الحاد والدقيق إلى رئيس الحكومة وعائلته وأنصاره وأصدقائه الأثرياء وحلفائه من اليهود الحريديم [المتشددين دينياً]. ومن الواضح أن كلاً من لبيد وغباي لم يفلحا في توجيه مثل هذا النقد، وغرقا في مغازلة اليمين والمتدينين.
  • قبل 6 سنوات، عندما كان غانتس يشغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة، كتبت عنه أنه يثير الحنين إلى إسرائيل في ستينيات القرن العشرين الفائت، عندما كانت دولة علمانية وموحدة وتعتبر الجيش الإسرائيلي منظمة مقدسة. وهذه بالضبط هي إسرائيل التي يتطلع إليها غانتس وفقاً لما جاء في خطابه أمس. وهو لم يخترع شيئاً، فقد كان مؤسس الدولة ديفيد بن غوريون حريصاً على تنمية زعماء انتقلوا من الكيبوتس أو المستوطنة الزراعية إلى الجيش، ومن هناك انتقلوا إلى المعترك السياسي، على غرار كل من موشيه دايان وأريئيل شارون وإيهود باراك.
  • لقد مرّ غانتس بمثل هذا المسار، ومثله موشيه يعلون، شريكه الجديد في حزب "مناعة لإسرائيل". وإذا ترجمنا ما يحدث إلى لغة نتنياهو والمقربين منه، يمكن القول إن النخبة الإسرائيلية القديمة تنقض على مراكز القوة التي خسرتها خلال السنوات الأربع الفائتة في ظل الحكومة اليمينية الصرفة التي يقودها نتنياهو، وبجانبه كل من نفتالي بينت، وأييلت شاكيد، وميري ريغف.
  • غير أن الحنين وحده لا يكفي من أجل الصعود إلى سدة الحكم. ومن أجل الانتصار على نتنياهو يحتاج غانتس إلى طرح قائمة انتخابية تضم أسماء معروفة، وإلى أن يضم تحت جناحيه حزبي "يوجد مستقبل" والعمل، وربما وزير المال موشيه كحلون [رئيس حزب "كلنا"]، وأن يشرك نساء ويهوداً شرقيين وشباناً في قيادة حزبه. وفي حال بقاء حزبه أشبه بفرع لمنظمة المُسرحين من الجيش النظامي، وعدم تجنب الأخطاء التي ارتكبها جنرالات سابقون قرروا الدخول إلى المعترك السياسي، فسيختفي من الساحة السياسية على وجه السرعة. كما يتعيّن على غانتس أن يقنع الجمهور الإسرائيلي العريض بأنه جاد في مسعاه لتولي سدة الحكم وليس للحصول على بضعة مقاعد في الكنيست المقبل من أجل أن ينضم بعد الانتخابات إلى حكومة الليكود ويتولى منصب وزير الدفاع.
  • مع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن بعض استطلاعات الرأي العام الأخيرة أظهرت أن غانتس هو صاحب الحظ الأوفر في أن يكون وريث نتنياهو بنظر الجمهور الإسرائيلي العريض. وظهوره الجماهيري أمس عزز كثيراً هذا الانطباع.