لا يحققون مع أهل البيت
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • ليس هناك أي جديد في عدم التحقيق مع أي من مستوطني بؤرة عدي عاد الذين كانوا حاضرين يوم السبت في ساحة المواجهات مع الفلسطينيين من قرية المغير. ولن تغير هذه المواجهات، التي أسفرت عن مقتل حمدي طالب نعسان وجرح عشرة فلسطينيين آخرين ثلاثة منهم حالتهم خطرة، إلى تغيير الحقيقة البسيطة التالية: في المناطق المحتلة الفلسطينيون هم أصحاب الأرض، لكن المستوطنين هم أصحاب البيت.
  • معركة الروايات الدائرة بين المستوطنين والجيش والفلسطينيين بشأن تسلسل الأحداث يوم السبت من شأنها أن تعطي انطباعاً خاطئاً بأن إسرائيل تساوي بين جميع هؤلاء الأطراف في الوزن، كما من شأنها أن تزرع آمالاً زائفة بأن هناك هيئة مسؤولة إسرائيلية ستحقق في الأحداث من دون تحيز وأن استنتاجاتها ستكون عادلة. لكن الحقيقة في بلد البؤر الاستيطانية غير القانونية هي أن المستوطنين يعيشون فوق القانون، والفلسطينيين يسحقون تحته. والاعتقاد بأن شرطة منطقة يهودا والسامرة ستحقق في حقيقة ما جرى يساوي في سذاجته الاعتقاد بأن الجيش الإسرائيلي يحقق مع نفسه.
  • ليس مفاجئاً أن شرطة لواء يهودا والسامرة استدعت أعضاء فرقة الأمن في البؤرة لإعطاء شهاداتهم من دون أن تحقق مع أي منهم بصفته مشتبهاً به. ففي نظر الشرطة المستوطنون ليسوا أبداً مشتبهاً بهم. صحيح أن أسلحتهم جُمعت لإخضاعها للفحص الباليستي، لكن جرى تزويدهم بأسلحة بديلة. بكلام آخر، لم يؤد هذا الحادث إلى زعزعة الايمان الأعمى للشرطة بأن المستوطنين في المناطق [المحتلة]، لا الفلسطينيين، هم دائماً من يحتاج إلى الحماية.
  • رداً على حادثة يوم السبت، قال مندوب الأمم المتحدة في المناطق نيقولاي ملادنوف " يجب أن تضع إسرائيل حداً لعنف المستوطنين وإحالة المسؤولين على العدالة." لكن كلام ملادنوف وقع على آذان صماء. فمنذ وقت طويل باتت إسرائيل ذات السيادة رهينة المشروع الاستيطاني، وفشلت في الوفاء بوعودها الدولية بالدفاع  عن السكان المحتلين الخاضعين لسيطرتها، وبهذه الطريقة تصبح حياة الفلسطينيين مباحة وأيضاً أراضيهم وأملاكهم.
  • حقيقة أن فرق الدفاع عن هذه المستوطنات والبؤر [غير القانونية] تعمل من دون رقابة وأحياناً تتصرف كميليشيا مسلحة تفعل ما يحلو لها في المناطق، هي التي يجب أن تقلق الشرطة والشاباك. وبدلاً من تشديد الرقابة عليها، أو تفكيكها بصورة كاملة، تشجع الشرطة المستوطنين وتتقبل ثقافة خروجهم عن القانون.
  • في الداخل لا تخاف الشرطة من التحقيق مع رئيس الحكومة، لكنها تتصرف مع المستوطنين مثل ورقة ترتجف في وجه الريح. ولا يتعامل الشاباك مع هذه الهجمات كإرهاب، ويضع سقفاً عالياً لتدخله من أجل إحباطها في غياب حكومة مسؤولة. عندما يتصرف المستوطنون كعصابات، من مسؤولية هذه المؤسسات كبح الإرهاب اليهودي مثلما تعمل على كبح الإرهاب الفلسطيني.