على الرغم من كل الكلام، إيران لا ترغب في خوض حرب ضد إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • الهجوم الإسرائيلي ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري يربك النظام الإيراني. بحسب الجيش الإسرائيلي فيلق القدس هو الذي أطلق على إسرائيل صاروخ أرض - أرض الذي جرى اعتراضه، مثلما جرى اعتراض المحاولة الإيرانية الفاشلة في أيار/مايو الماضي شن هجوم بالصواريخ ضد إسرائيل، رداً على هجومها ضد أهداف إيرانية في سورية.
  • يؤكد الهجوم الإسرائيلي السيطرة الجوية الإسرائيلية على المجال السوري، وقد نُفّذ بنجاح على الرغم من أنه كان منتظراً. في محاولة للتغلب على الارتباك، أعلن قائد سلاح الجو الإيراني أن بلاده مستعدة لحرب ستدمر فيها إسرائيل، وأن قواته تنتظر هذه الحرب بفارغ الصبر. لكن في حقيقة الأمر فإن إيران مثل إسرائيل ليست معنية بالحرب، لأسباب متعددة. بينها أن مثل هذه الحرب يمكن أن تقدم لإسرائيل ذريعة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، من خلال استغلال الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الذي زود إيران بحصانة ضد هجوم من هذا النوع.
  • بالإضافة إلى ذلك، تثبت إسرائيل تفوقاً استخباراتياً وعملانياً في مواجهة القوات الإيرانية في سورية، لذا فإن نشوب حرب يمكن أن يعرض للخطر التمركز الذي نجحت إيران في إقامته حتى الآن في سورية. أيضاً نشوب حرب يمكن أن يعرض للخطر استمرار وجود نظام الأسد، الهدف الاستراتيجي الذي وضعه المرشد الأعلى الإيراني خامنئي منذ سنة 2011، وفي إطاره قدم إلى دمشق مساعدة اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات ووظف ملايين الدولارات في تمويل قتال القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية التابعة لإيران في سورية.
  • هذه التوظيفات المالية الكبيرة لإيران في سورية هي أحد أسباب احتجاج المتظاهرين في إيران الذين يطالبون النظام بوقفها، والتركيز على تحسين ظروف حياتهم التي تضررت بصورة كبيرة جرّاء العقوبات الأميركية. يرفض خامنئي بشدة هذه المطالب، ويسعى لقطف المكاسب الاقتصادية من سورية من خلال مشاركة كبيرة لإيران في إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في الدولة.

في هذه المحنة، تطلب إيران من موسكو من دون نجاح، وقف التفاهمات الاستراتيجية التي تسهل على إسرائيل مواصلة هجماتها في سورية. ويبدو أن مثل هذا الطلب قُدم خلال الزيارة  التي يقوم بها قائد سلاح الجو الروسي في هذه الأيام لإيران.