الخطر المركزي في سنة 2019: حرب شاملة في الشمال
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • خطر نشوب حرب في الشمال في مواجهة إيران، وحزب الله، والنظام السوري، هو التهديد الأخطر لسنة 2019. هذا ما جاء في تقرير جديد أصدره معهد دراسات الأمن القومي، ويتناول التقدير الاستراتيجي للسنة الحالية وحجم التهديدات التي تواجهها إسرائيل.
  • يشير التقرير الذي قدّمه مدير المعهد، اللواء في الاحتياط عاموس يادلين إلى الرئيس رؤوفين ريفلين إلى أنه في بداية سنة 2018، زادت إيران جهودها من أجل تموضع قوة عسكرية في سورية وإعطاء حزب الله قدرات عسكرية متطورة. وجاء في التقرير أن إسرائيل قامت بعمليات عسكرية شديدة ضد الجهد الإيراني، وهجماتها ألحقت أضراراً بالغة في البنية التحتية الإيرانية. مع ذلك يشك واضعو التقرير في أن إيران ستتخلى عن وجودها في سورية، ويحذرون من تقلُّص حرية العمل الجوي للجيش الإسرائيلي، بعد استقرار نظام الأسد وتسليح الجيش السوري مجدداً من جانب روسيا.
  • يشير التقرير أيضاً إلى أن إيران، بعد التطورات في سورية، نقلت جزءاً من بناء قوتها – الموجّه ضد إسرائيل - إلى العراق ولبنان. صحيح أن الدعم الإيراني لبناء قوة حزب الله في لبنان ليس جديداً، لكن نوعية السلاح الذي يُنقل في السنوات الأخيرة من طهران إلى الحزب يثير القلق.
  • مصادر القلق الأساسية بالنسبة إلى إسرائيل، هي مشروع تحويل الصواريخ غير الدقيقة والصواريخ الثقيلة إلى صواريخ دقيقة لدى حزب الله، وتحسين القدرة الدفاعية الجوية، وتزويد التنظيم الشيعي – اللبناني بصواريخ بر - بحر طويلة المدى. في تقدير المعهد أن جهود إسرائيل ضد "مشروع الصواريخ الدقيقة" لإيران في لبنان، ستجري في ظروف مختلفة وأكثر تعقيداً مما حدث في سورية في السنوات الأخيرة.
  • على الرغم من توازن الردع بين إسرائيل وحزب الله الناشىء منذ حرب لبنان الثانية في سنة 2006، يعتقد واضعو التقرير أن عمليات إسرائيل ضد الأنفاق الهجومية التي حُفرت إلى داخل أرض إسرائيل برهنت للتنظيم اللبناني عن التفوق الاستخباراتي لإسرائيل وإصرارها على إحباط جهوده في هذا النطاق وفي نطاقات أُخرى.
  • يقدّر الباحثون في المعهد أن المعركة الناجحة التي حققت عرقلة كبيرة لبناء قوة حزب الله والتمركز الإيراني في سورية قد وصلت إلى مرحلة الاستنفاد، أو أن صلاحيتها لم تعد تبرر احتمالات التصعيد التي تنطوي عليها.
  • يحذرون في المعهد أيضاً من أنه إذا تحقق سيناريو مواجهة شاملة في الشمال، فإن هذا لن يقتصر على جبهة واحدة، وسنجد أنفسنا في "حرب شاملة"، ستدخل فيها إسرائيل في مواجهة ضد إيران، وسورية، وحزب الله في الشمال، وفي المقابل ضد التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة. ويقدّر كاتبو التقرير أن احتمال نشوب مواجهة مع "حماس" في غزة أكثر ارتفاعاً في هذه السنة، مع أن هذا التهديد أقل خطورة بكثير من الخطر الذي يهدد إسرائيل في الجبهة الشمالية.
  • بالاستناد إلى التقرير، الأسباب المركزية للاحتمال العالي للانفجار في المنطقة الجنوبية هي: التدهور المستمر في الوضع الاجتماعي- الاقتصادي في القطاع، والضغط الذي تمارسه السلطة الفلسطينية على "حماس" في غزة، وأيضاً التآكل الذي حدث مع الزمن للردع الذي حققته إسرائيل في عملية الجرف الصامد في صيف 2014. ويوصي كاتبو التقرير بأنه في حال انتهت عملية القضاء على أنفاق الإرهاب في الشمال من دون تصعيد، ولم يؤدّ النقاش بشأن مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله إلى عملية وقائية استباقية ضده، يتعين على إسرائيل أن تحول جهودها مجدداً إلى قطاع غزة، وبناء الردع من جديد إزاء "حماس" وضرب الذراع العسكرية للحركة بقوة.
  • يحذر التقرير من التدهور في يهودا والسامرة، ويشير إلى أنه يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة لحدوث زعزعة إضافية في استقرار السلطة الفلسطينية، واحتمال نهاية عهد أبو مازن. على المدى البعيد هناك خطر الانزلاق إلى واقع الدولة الواحدة، الذي ينطوي، بحسب واضعي التقرير "على انعكاسات خطِرة على المستقبل، وعلى طبيعة إسرائيل وصورتها كدولة قومية للشعب اليهودي". في المقابل يعتقد كاتبو التقرير أن فرص حدوث سيناريوهات متطرفة في الصراع ضد السلاح النووي الإيراني في هذه السنة ضئيل، وهم يظنون أنه على الرغم من الدعم الأميركي الثابت، يجب على إسرائيل الاستعداد لقرارات مفاجئة  من الرئيس دونالد ترامب.
  • لهذه الغاية قضى رئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي يومه الأول في منصبه في حوار مفتوح مع قيادة الأركان العليا. وأجرى لاحقاً تقديراً للوضع وسلسلة نقاشات مع قادة المنطقة الجنوبية.