الهدف الأهم لرئيس هيئة الأركان العامة الجديد منع وقوع حرب
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 حين تهدأ ضجة الاحتفالات الرسمية والاحتفالات ذات طابع العلاقات العامة بتسلم الجنرال أفيف كوخافي مهمات منصب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي ستتضح صورة الواقع التي تنتظر الرئيس الـ22 لهذه الهيئة. كما سيتبين أن شروط بدئه بمهمات منصبه هذا قاسية أكثر من شروط بدء سلفه الجنرال غادي أيزنكوت.

  • حين دخل أيزنكوت إلى مكتبه في الطابق 14 من برج وزارة الدفاع الإسرائيلية في الكرياه [في تل أبيب]، في كانون الثاني/يناير 2015، كان الأفق الشرق الأوسطي واعداً أكثر لإسرائيل ولمصالحها، إذ تعرضت حركة "حماس" في قطاع غزة لضربة قوية خلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية [صيف 2014] ووافقت على وقف إطلاق النار، وكانت سورية غارقة في خضم حرب أهلية لم تكن نهايتها بادية في الأفق، وكانت إيران ومنظمة حزب الله تنزفان دماً في تلك الحرب ولم يكن الروس دخلوا إليها، وكانت الضفة الغربية هادئة نسبياً، فضلاً عن أن إيران وافقت على إجراء مفاوضات بشأن تقليص برنامجها النووي.
  • أمّا الواقع اليوم فمختلف تماماً: الحرب الأهلية في سورية باتت في مراحلها النهائية، وروسيا ضالعة في الدفاع عن نظام بشار الأسد وفي استقراره، والإيرانيون مصممون أكثر من أي وقت مضى على تثبيت وجودهم في سورية ولا يبدو أنهم مستعدون للتراجع أمام الهجمات التي تشنّها إسرائيل. كما أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها كل من رئيس هيئة الأركان العامة المنتهية ولايته أيزنكوت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وحطما فيها سياسة الغموض الإسرائيلية إزاء ما يتعلق بالهجمات في سورية، من شأنها أن تجعل مواصلة إدارة المعركة أكثر صعوبة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي ورئيس هيئة الأركان الجديد. ولا شك في أن روسيا تشعر بعدم ارتياح جرّاء فائض الثرثرة المتبجحة من طرف زعماء إسرائيل.
  • لكن فوق كل شيء، يجد الجنرال كوخافي نفسه محشوراً في مضائق ساحة قطاع غزة، حيث اضطر الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ سياسة انعدام أي سياسة لحكومة نتنياهو حيال القطاع. وهي سياسة لا تعرض حلاً بعيد المدى للمشكلة، لكنها تطالب الجيش الإسرائيلي بأن يُخرج لها الكستناء من النار. وتوشك غزة على أن تكون بمثابة التحدي الأكبر لكوخافي. وفي ظل انعدام أي مبادرة سياسية، سيتعيّن على الجيش الإسرائيلي أن يكون أشبه بمقاول فرعي لعجز الحكومة، وأن يخرج إلى حرب لا أحد يريدها ولا يمكن تحقيق حسم أو انتصار فيها.
  • إن هذا كله يشير إلى أن المستقبل القريب والبعيد الذي ينتظر رئيس هيئة الأركان الجديد يكتنفه الضباب. ويمكن القول إن معظم الأمور غير متعلقة به، فثمة قدر أكبر مما ينبغي من المتغيرات غير المتوقعة التي ليس بوسعه ولا بوسع الجيش الإسرائيلي أو حكومة إسرائيل أن تقرر اتجاه تطورها.
  • يختلف كوخافي في طبيعته عن أيزنكوت. فهو يؤمن بالعلاقات العامة أكثر من سلفه، كما أنه ذو نزعة قوة أكبر ولديه ميل لصياغات فلسفية ـ ثقافية. وكل هذه السمات تبدو جميلة لكنها لن تساعده قط إذا ما وجدت إسرائيل نفسها في خضم حرب أُخرى في أثناء سنوات ولايته في رئاسة هيئة الأركان. ومثل أيزنكوت، سيبقى الهدف الأهم للجنرال كوخافي هو منع وقوع حرب، والانتصار فيها في حال اندلاعها. وهذه مهمة غير سهلة على الإطلاق، بل تكاد تكون مستحيلة.