إلى ماذا تُلمح السعودية لإسرائيل؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في الأسبوع الماضي، وخلال نقاش إدانة الهجمات التي تقوم بها "حماس" ضد إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان في انتظار إسرائيل مفاجأة من جانب السعودية. خلال الفترة التي كان فيها جميل بارودي سفيراً للسعودية في الأمم المتحدة في السبيعينات، تضمنت خطابات السعودية في المنتديات الدولية هجوماً على إسرائيل. بل وحتى ادعى باردوي بأنه لا يوجد شعب يهودي، وأننا كلنا أحفاد الخزر [قوم كانوا يعيشون على ضفاف الفولغا وبحر الخزر اعتنقوا اليهودية في القرن الثامن الميلادي]. السفير السعودي الحالي عبد الله بن يحيى المعلمي، بدأ خطابه بهجوم على دولة إسرائيل فيما يتعلق بالفلسطينيين، بحسب التقليد السعودي، وكرر موقف بلاده التقليدي المؤيد لحل الدولتين مع القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية.
  • لكنه فجأة دمج في كلامه جملة مهمة وجديدة مشيراً إلى أن السعودية تدين إطلاق صواريخ من غزة على أهداف مدنية إسرائيلية، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان وقف إطلاق نار فوري.
  • نحن أمام انتقاد سعودي علني لإطلاق "حماس" صواريخ على إسرائيل في قلب الساحة الدولية، من دون إدانة إطلاق سلاح الجو الإسرائيلي النار على غزة في المقابل. إنها السعودية التي لم نعرفها من قبل، والتي تستجمع شجاعتها وتعبّر عن موقف علني بعيد عن الموقف العربي العام، وكان له وقع طيب على المسامع الإسرائيلية. هذا الكلام لم يكن ممكناً قوله في منتدى مركزي مثل الأمم المتحدة من دون الحصول على ضوء أخضر من العائلة المالكة في الرياض. يكشف كلام السفير الموقف السعودي الرسمي، في ضوء التغيرات في الشرق الأوسط وتفاقم المواجهات بين السنّة والشيعة.
  • لقد هاجم الرئيس المصري أنور السادات إسرائيل بعنف في خطاب ألقاه في مجلس الشعب المصري قبل مجيئة إلى القدس، لكنه عرف كيف يُدخل عبارة أساسية غيّرت الواقع: "أنا مستعد للذهاب إلى آخر العالم، وحتى إلى الكنيست، للتحدث مع الإسرائيليين". هل تمهّد السعودية الأرضية كي تحذو حذوه؟
  • في هذه الأيام تزداد المعلومات التي تقول إن إسرائيل مهتمة بترسيخ العلاقة بالسعودية وتحويلها إلى علاقة علنية. ليس هناك ما يضمن أن هذا سيحدث قريباً، لكن كلام السفير في الأمم المتحدة يبشر بجو جديد في الرياض.
  • "حماس" وأعضاؤها لم يوجهوا انتقادات إلى كلام السفير السعودي كما كنا نتوقع. حقيقة أن السعودية صوتت ضد قرار إدانة "حماس"، هو تلميح للفلسطينيين بشأن استمرار دعمها لهم ولحل الدولتين والمبادرة العربية. السعودية أيضاً مضطرة إلى التهرب بأي وسيلة ممكنة من الخلاف بين "حماس" والسلطة الفلسطينية.
  • في المقابل، الكلام الذي قاله السفير والذي دان فيه إطلاق "حماس" الصواريخ على إسرائيل، هو تلميح موجّه إلى أسماع الإسرائيليين، ومن المحتمل أن تكون الرسالة هي أن سياسة السعودية في المنطقة تغيرت بما يتلاءم مع التطورات والحاجات السعودية. وهذا أمر جديد. في وسائل الإعلام مر هذا الكلام الاستثنائي من دون أن يجذب الاهتمام، لكن في إمكان إسرائيل أن تستمد منه تشجيعاً وتتوقع حدوث أمور جديدة إضافية.