من تحت الأرض، طوفان إرهاب يهدد بالانفجار في الضفة الغربية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  •  مرة كل بضعة أسابيع يجري تذكير الجمهور الإسرائيلي بأن الجبهة الأكثر عنفاً وفتكاً والأكثر تعقيداً ليست غزة أو لبنان، بل هي، تحديداً، يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. فما حدث قبل شهرين في الحادثة التي قُتل فيها اثنان من الإسرائيليين في المنطقة الصناعية في برقان، حدث مجدداً مساء أول أمس- في هجوم إطلاق النار على محطة انتظار باصات في عوفرا.
  • هذان الهجومان احتلا العناوين الأولى في الصحف لأن فيهما قصة: القتيلان في منشأة تشهد تعايشاً هادئاً (في الحادث الأول)، وعدد كبير من المصابين مع مأساة كبيرة لامرأة حامل أُصيبت إصابة بالغة وخضعت لولادة قبل الأوان من أجل إنقاذ حياة الجنين (في الحادث الثاني). الاهتمام العام يحتاج إلى هذا القدر من التحفيز كي يتسلل الواقع في يهودا والسامرة إلى مجال انتباهه. إذا لم يكن هناك قصة أو دراما، الأحداث كلها تمر من تحت الرادار.
  • لكن الواقع في يهودا والسامرة لا يتألف من "ذروات" هجمات، بل من إرهاب يومي. كل ليلة تنشط عشرات الطواقم من الجيش الإسرائيلي ووحدات من الشرطة الإسرائيلية، أغلبيتها بقيادة الشاباك، لإحباط الهجمات. منذ رأس السنة حتى اليوم جرى إحباط أكثر من 530 هجوماً مهماً (عبوات، عمليات خطف، إطلاق نار، دهس، وطعن)، وجرى اعتقال أكثر من 4000 فلسطيني.
  • خلال هذه الفترة، قُتل 10 إسرائيليين وجُرح 76 آخرين. وللمقارنة فقط: في الجبهتين الأكثر اشتعالاً لإسرائيل في الأشهر الأخيرة- الشمال والجنوب- الواقع أكثر أمناً بكثير. فعلى الحدود مع لبنان وسورية لا توجد إصابات، في جبهة غزة قُتل ضابطان من الجيش الإسرائيلي، كما قُتل مواطن فلسطيني في جولة القتال الأخيرة جرّاء سقوط صاروخ في عسقلان.
  • صحيح أن احتمال الخطر من الجنوب والشمال، عند التصعيد، أكبر بكثير من الخطر في يهودا والسامرة، لكن الحياة اليومية في المناطق تنزف بصورة يومية. هجمات، رشق حجارة وزجاجات حارقة لا تُحصى؛ أيضاً احتكاكات محلية- جزء منها تتحمل مسؤوليته أطراف متشددة من المستوطنات- لا تحظى تقريباً  بالاهتمام.
  • أيضاً العدد الكبير لإحباط هجمات لا يحظى بالاهتمام إلاّ إذا وقع حادث استثنائي، مثل البنية التحتية لـ"حماس" التي جرى كشفها في الشهر الماضي في الخليل؛ الجمهور ووسائل الإعلام اعتادا ذلك.
  • هذا واقع وهمي، لأن المناطق [المحتلة] ليست هادئة. يدل على ذلك ليس فقط الهجمات- التي تنفَّذ والتي تُحبَط- بل أيضاً الحوافز: "حماس" بواسطة قياداتها في غزة وتركيا توظف جهداً ضخماً في تنفيذ هجمات. وبينما تحرص الحركة على المحافظة على الهدوء في القطاع، هي تحاول إشعال الضفة.
  • الواقع بحد ذاته في يهودا والسامرة ليس مستقراً بسبب مشكلات متعددة- وراثة أبو مازن، العجز السياسي، الإحباط من الوضع الاقتصادي- الذي تريد "حماس" استغلاله من أجل أهدافها. عملياً، نجاحات الحركة ضئيلة بسبب حجم عمليات الإحباط، لكن أيضاً بسبب انخفاض الحوافز وسط الجمهور الفلسطيني للخروج إلى التظاهر في الشوارع.
  • ومع ذلك، لا وجود لنجاح مئة في المئة في العالم. هناك دائماً خلية، أو مخرب وحيد، لا يمكن توقيفهما مسبقاً. ومع ذلك، ما يجري هو لغز معقد من الصعب حلّه: المخرب في حادثة برقان ما يزال يتجول بحريّة (بعد مرور أكثر من 8 أسابيع)، على الرغم من الجهد الكبير الذي يُبذَل لاعتقاله. جهد مشابه يجري توظيفه الآن ضد الذين قاموا بالأمس بالهجوم في عوفرا. والتقدير أن الأمر يتعلق بخلية منظمة، يجب إلقاء القبض عليها قبل أن تضرب مجدداً.