يجب على نتنياهو أن يستمع إلى نفسه ويستقيل
تاريخ المقال
المصدر
- هذه هي اللحظة التي يجب فيها على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يستمع إلى نفسه. حدث هذا قبل عشرة أعوام. ففي مقابلة أجراها معه داني كوشمرو في القناة الثانية، وكان نتنياهو حينها رئيساً للمعارضة. يومها ازدادت الشبهات بشأن رئيس الحكومة آنذاك إيهود أولمرت، لكن بحسب القانون لم يكن مجبراً على الاستقالة. على الرغم من ذلك، طلب منه نتنياهو أن يستقيل، وقال له كلاماً ما يزال صحيحاً: "هناك رئيس حكومة غارق حتى أذنيه في التحقيقات، وليس لديه تفويض عام وأخلاقي كي يقرر أموراً مصيرية بالنسبة إلى دولة إسرائيل. ويجب أن أعترف بأن هناك تخوفاً حقيقياً، وليس من دون أساس، بأنه سيتخذ قرارات على أساس مصلحة شخصية تخدم بقاءه السياسي، وليس على أساس المصلحة الوطنية".
- وضعُ نتنياهو سيء للغاية. لم يحدث قط في الماضي أن أوصت الشرطة بمحاكمة رئيس حكومة بسبب تهم فساد. هو وزوجته غارقان "حتى الرقبة" في تحقيقات، ولأن الإنسان يحب نفسه، من الواضح أن غريزة البقاء لديه ستتحول إلى الدافع المركزي. يتحدث نتنياهو عن تطورات أمنية مهمة تتطلب مسؤولية وطنية، لكن هذا يلزمه هو أيضاً. أنا واثق بأنه شخصية عامة يضع المسؤولية الوطنية نصب عينيه. صحيح أن مواقفه تتعارض بصورة كبيرة مع وجهة نظري، لكنني لست مستعداً لأن أصدق الحجة التي تقول إنه أناني، وإن تحقُّق الصهيونية ليس مهماً في نظره.
- هذه هي اللحظة التي تتطلب منه أن يتخذ قراراً (وألاّ يترك الحسم بين يدي "شركائه" في الائتلاف). يجب عليه أن يتخلى عن منصبه، كما فعل أولمرت قبله، وأن يدافع عن براءته. وإذا كان فعلاً واثقاً من أنه "لن يحدث شيء لأنه لم يحــدث شيء"، هو مضطر إلى أن يثبت ذلك. وبعدها - إذا رغب - عليه محاولة العودة إلى العمل السياسي. إذا كان لديه حد أدنى من المنطق، هذه هي اللحظة التي يجب أن يتصرف من تلقاء نفسه كما توقع من آخرين.
- يدرك نتنياهو جيداً أن شخصاً ماضيه مليء بالسيئات لا يستطيع أن يوجه جهوده وطاقته إلى معالجة مشكلات عامة، وبالتأكيد اقتراح أفكار جديدة. قراره التمسك بالقانون الجاف وأن يفسر لنفسه وللعالم أن من حقه البقاء في منصبه، لن يؤذينا وفي نهاية الأمر نحن فقط، بل أيضاً مَنْ يفضّل مصلحته المباشرة على المصلحة الواضحة للجميع.