قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن نفي حق إسرائيل في الوجود يُعدّ الشكل المطلق لمعاداة السامية.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية "سي. إن. إن" الليلة قبل الماضية، وذلك تعقيباً على نتائج استطلاع للرأي العام أجرته الشبكة أظهرت أن أكثر من 20% من الأوروبيين يعتقدون أن لليهود نفوذاً في العالم أكثر مما يجب، وأن نحو 25% منهم يعتقدون أن اليهود يؤثرون أيضاً في مناطق الاشتباكات والحروب في العالم.
واتهم نتنياهو اليسار المتطرف والإسلام الراديكالي بإدامة أقدم كراهية في العالم، لكنه امتنع من انتقاد قادة اليمين المتهمين باستخدام استعارات معادية للسامية.
وقال نتنياهو إنه قلق لأنه يعتقد أن معاداة السامية مرض قديم يرفع رأسه القبيح، وأشار إلى أنه يهاجم اليهود أولاً، لكنه لا يتوقف عندهم، وبعد ذلك يجتاح مجتمعات بأكملها.
وعلى الرغم من قلقه أثنى نتنياهو على معظم حكومات الدول الأوروبية، وأكد أنها تعمل على محاربة معاداة السامية، وأشار بالتحديد إلى كل من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، ورئيس الحكومة الهنغارية فيكتور أوربان، والمستشار النمساوي سيبستيان كورتس. وركز نتنياهو معظم انتقاده لمعاداة السامية الأوروبية على ما أُطلق عليها معاداة السامية الجديدة التي ميزها من معاداة السامية القديمة في أوروبا التي أتت من اليمين المتطرف.
وقال رئيس الحكومة إن هناك أيضاً معاداة سامية جديدة تأتي من اليسار المتطرف وكذلك من جيوب إسلامية متطرفة في أوروبا تنشر الافتراءات والأكاذيب حول إسرائيل، على الرغم من كونها الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط بكاملها، والوحيدة التي لديها محاكم وحقوق إنسان وحقوق لجميع الديانات والمثليين.
ورداً على سؤال عن هنغاريا وبولندا اللتين اتُهم قادتهما من اليمين بتوظيف صور معادية للسامية، قال نتنياهو إنه لا يعتقد أن حكومتي البلدين تقومان بذلك. وأضاف أن المشكلة الحقيقية هي في الدعوات لتدمير إسرائيل. وكرّر أن معاداة السامية ومعاداة الصهيونية ومعاداة السياسات الإسرائيلية والتمسك بفكرة أن الشعب اليهودي ليس له الحق في دولة، هي المعاداة المطلقة للسامية في الوقت الحالي.