هل إدارة ترامب في طريق فرض عقوبات على عباس؟
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

 • تستمر الحرب بين البيت الأبيض والرئيس ترامب، وبين المقاطعة في رام الله ورئيس السلطة الفلسطينية. في نهاية الأسبوع أعلنت الإدارة الأميركية تجميد أموال إضافية للفلسطينيين، والمقصود هو مبلغ 10 ملايين دولار كان يجب أن تُحوّل إلى منظمة تعمل من أجل التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
• جيمس غرينبلات موفد الإدارة الأميركية إلى الشرق الأوسط قال إن هذه المشاريع "عديمة الأهمية" إذا واصلت السلطة الفلسطينية إدانة خطة الرئيس الأميركي للسلام التي لم يرها الفلسطينيون.
• وبحسب مصادر في السلطة الفلسطينية سيبدأ رئيس السلطة محمود عباس في الأسابيع المقبلة بمواجهة دبلوماسية جبهوية مع إدارة ترامب ستصل إلى ذروتها مع الخطوات التي تخطط السلطة القيام بها في الأمم المتحدة بشأن مسألة التأييد للأونروا، وفي الخطاب الحاد اللهجة الذي سيلقيه محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أيلول/سبتمبر.
• حتى الآن قررت السلطة الفلسطينية تحدي قرار إدارة ترامب بإغلاق مكاتب منظمة التحرير في الأمم المتحدة وتقديم شكوى إضافية إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد نية إسرائيل هدم قرية خان الأحمر البدوية المتاخمة للقدس.
• تقول مصادر في السلطة الفلسطينية إن إدارة ترامب تتعامل مع السلطة كمنظمة إرهابية ولذا أغلقت مكاتبها في واشنطن، وأنها أشد تطرفاً في علاقتها بها من حكومة اليمين في إسرائيل.
• وتتخوف السلطة من أن يشدد ترامب على خطواته في مجالين: أ- أن تفرض إدارة ترامب عقوبات على كبار المسؤولين في منظمة التحرير، وتمنعهم من دخول الولايات المتحدة.
• ب- أن تمارس الإدارة الأميركية الضغط على دول أوروبية ودول عربية لفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية على غرار إغلاق مكاتبها ومنع دخول أفرادها إلى تلك الدول.
• تصر الإدارة الأميركية على إجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة مفاوضات "صفقة القرن" للرئيس ترامب، ومحمود عباس مصرّ من جهته على إحباط خطة الرئيس الأميركي السياسية الجديدة وطرح بديل منها يحظى بتأييد الاتحاد الأوروبي وروسيا واليابان.
• وبحسب مصادر في السلطة سيتوقف عباس وهو في طريقه إلى نيويورك للمشاركة في الجلسة العمومية للأمم المتحدة في باريس، حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. يريد عباس إعادة إحياء المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر سلام دولي لا تكون الولايات المتحدة الراعي والوسيط الأساسي فيه نظراً إلى مواقفها التي تميل كليّاً لمصلحة إسرائيل. وكانت باريس قد أجرت استعدادت لعقد مثل هذا المؤتمر في سنة 2017 بمشاركة 70 دولة وقاطعت إسرائيل المؤتمر.
• في المقابل، بدأت السلطة الفلسطينية باتصالات دبلوماسية بروسيا والصين واليابان لتأييد هذه الفكرة. ومن المتوقع أن يلتقي عباس أيضاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل ذهابه للمشاركة في نقاشات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كي يطلعه على مستجدات خططه وينسق معه خطواته السياسية المقبلة.
• وتنوي السلطة تمرير قرار جديد في الجمعية العامة في الأمم المتحدة يؤيد الأونروا في مواجهة قرار إدارة ترامب وقف المساعدة المالية للوكالة، وستحاول تجنيد مصادر تمويل أُخرى.
• ومن المنتظر أن يُلقي عباس خطاباً حاداً في الجمعية العامة ضد إدارة ترامب، وبحسب مصادر في "فتح" سيخرج عباس عن اللهجة الدبلوماسية ويستخدم تعابير حادة ضد الرئيس الأميركي. كما سيحاول بواسطة خطابه تحريك احتجاج فلسطيني في القدس الشرقية عبر توجيه اتهامات قاسية إلى إسرائيل لهدمها قرية خان الأحمر البدوية القريبة من القدس، وبسبب زيارة يهود إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] في فترة الأعياد. كما سيحاول الرئيس الفلسطيني إيجاد أدوات سياسية للنضال ضد إسرائيل وإدارة ترامب من خلال التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، حيث لا تستطيع الولايات المتحدة فرض الفيتو، لتشويه صورة إسرائيل وإحالة كبار المسؤولين فيها إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
• وبحسب مصادر أميركية لا تنوي الإدارة الأميركية التنازل، والتقدير هو أنها ستفرض على محمود عباس وعلى كبار المسؤولين في السلطة عقوبات شخصية قاسية لإجبارهم على وقف الخطوات القانونية في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
• وبحسب مصادر رفيعة المستوى، سيمضي عباس حتى النهاية في صراعه مع الرئيس ترامب، وليس لديه ما يخسره لدى الرأي العام الفلسطيني بل هناك ما يربحه فقط. وقد أشار استطلاع للرأي العام أجراه معهد الأبحاث برئاسة خليل الشقاقي ونُشر في 13 أيلول /سبتمبر أن 62% من سكان المناطق يريدون استقالة رئيس السلطة من منصبه.
• إن السلاح الأخير الذي يملكه محمود عباس هو إعلان تفكيك السلطة، الأمر الذي يُعتبر "سلاح يوم القيامة" بالنسبة إلى السلطة، لكن مسؤولين كباراً فيها يدّعون أن الرئيس ترامب يدفع محمود عباس إلى هذه الزاوية وأنه بالنظر إلى عمر رئيس السلطة ووضعه الصحي الهش، فإن الأمر قد يتحول إلى خيار واقعي.

 

المزيد ضمن العدد 2931