نتنياهو، المحرض القومي، يضرب مجدداً
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • بعد ساعات قليلة على تفجّر الجلسة مع كبار الطائفة الدرزية، وقبل نحو 24 ساعة على الاعتصام الجماهيري في ساحة رابين في تل أبيب، شارك نتنياهو على صفحته على الفايسبوك مقالاً منشوراً في موقع "ميدا" [مجلة إسرائيلية قريبة من اليمين] جاء فيه أن الصندوق الجديد لإسرائيل [منظمة غير حكومية للدفاع عن حقوق الإنسان، أعضاؤها إسرائيليون وأميركيون وأوروبيون ومركزها واشنطن] متورط في الاحتجاج وفي تنظيم التظاهرة. ولم يغب التحريض ضد الصندوق أيضاً عن رد الليكود على الاجتماع الفاشل: "من المؤسف أن أطرافاً في اليسار وعلى رأسهم الصندوق الجديد لإسرائيل يستخدمون بصورة مستهترة موضوعات تتعلق بالطائفة الدرزية، فقط لأغراض سياسية".
  • هدف تحريض نتنياهو مكشوف: زعزعة شرعية وصدقية احتجاج الدروز ضد قانون القومية. يصوّر رئيس الحكومة الدروز كقطيع من الحمقى يقودهم "اليسار" والصندوق الجديد، "العدو الداخلي" الذي يتآمر على دولة إسرائيل بصورة عامة وبالتحديد.
  • إلى هذا الحد يستهزىء نتنياهو بكرامة ومشاعر عشرات آلاف الأشخاص الذين ملأوا الساحة أول أمس.
  • بحسب المقال الذي شاركه نتنياهو الرأي، الجهة المنظمة توقّع البيانات باسم "هيئة النضال ضد قانون القومية"، لكن مَنْ يقف وراء التنظيم فعلياً هي منظمة "نحن - نصنع التغيير" المدعومة من جهات عديدة بينها الصندوق الجديد. هكذا يعمل اليمين تحديداً: يأخذ طرف الخيط (منظمة "نحن" التي شاركت بطلب من المنظمين في مساعدة الإعداد للتظاهرة) وينسج منه شبكة من الأكاذيب.
  • يسعى رئيس الحكومة لنزع الشرعية عن احتجاج الدروز. وهو يستخدم النسخة عينها التي استخدمها بنجاح منذ التحريض ضد يتسحاق رابين و"مجرمي أوسلو". لكن مع تطور التكنولوجيا تطوّر التحريض. قبل ساعات من الاعتصام نشر ناشطو اليمين في وسائل التواصل الاجتماعي مراسلات ملفقة بين ناشطين في حزب العمل تتعلق بصفقة مع الطائفة الدرزية على خلفية الاحتجاج ضد قانون القومية. المراسلات الملفقة انتشرت، والكذب انتشر في كل مكان. أمنون أبراموفيتس [صحافي ومعدّ برناج إخباري] استشهد في برنامج "الأستديو السادس" بعبارة من "أوساط رئيس الحكومة"، وكلام قيل في اليوم التالي للاجتماع مع الدروز: " بعد أن انطلقنا ممنوع تغيير كلمة واحدة من القانون. ومن لا يناسبه هناك طائفة درزية كبيرة في سورية، وهو مدعو إلى إقامة دولة درزية هناك". مكتب رئاسة الحكومة كذّب هذا الكلام، لكن أسلوب نتنياهو معروف جيداً، ومثل هذا الكلام ترددت أصداؤه في وسائل التواصل الاجتماعي.
  • أكاذيب نتنياهو وتحريضه يفككان بصورة منهجية النسيج الاجتماعي الإسرائيلي. يجب على العقلاء في الكنيست وفي الجمهور الوقوف يداً واحدة ضد هذا الخطر قبل فوات الأوان.
 

المزيد ضمن العدد 2905