حان الوقت كي يقدم نتنياهو استراتيجيا بعيدة المدى وينتقل من إدارة الواقع إلى تغييره
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•بعد ليلة من عدم النوم ومن إطلاق صفارات الإنذار خلال يومي الجمعة والسبت مع استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، يتضح أكثر فأكثر أن الردع الذي حققناه قبل 4 سنوات تآكل بينما نحن ما زلنا منشغلين بالتكتيك بدلاً من الاستراتيجيا، وتضييع الفرصة التاريخية لتغيير الواقع في المنطقة.

•تضافر الدفاع السلبي من خلال استكمال بناء الملاجىء في أغلبية مستوطنات غلاف غزة، مع الدفاع الإيجابي لمنظومة القبة الحديدية، التي تقوم حالياً أيضاً باعتراض القذائف المدفعية، يحول دون سقوط إصابات في الأرواح، ويمنح سكان غلاف غزة نفساً طويلاً، ويدعم الحكومة والجيش اللذين يتحركان ضد أهداف تابعة لـ"حماس" في القطاع.

•على الرغم من الاستيقاظ في الليل والركض مع الأولاد إلى الملاجىء ، يُظهر السكان ضبطاً للنفس ويأملون بأن تقدم الحكومة خطة بعيدة المدى، و بأن توضح سياستها.

•حان الوقت كي يقدم رئيس الحكومة استراتيجيا بعيدة المدى، وأن ينتقل من إدارة الواقع إلى تغييره. حان الوقت لوقف التسابق داخل المجلس الوزاري المصغر بشأن من يقاطع "حماس" أكثر، فالواقع أن الحكومة بأسرها تتعامل يومياً مع الحركة من خلال أطراف تقوم بالوساطة بمن فيها مصر.

•يجب أن نتذكر أنه أيضاً في نهاية حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006] تعاملنا من خلال وسطاء في الساحة الدولية مع حزب الله، وهؤلاء لم يكونوا من أحباء صهيون. لكن منذ اللحظة التي توصلنا فيها إلى اتفاقات أقرها مجلس الأمن، جرت المحافظة على الهدوء على الحدود اللبنانية حتى يومنا هذا.

•التصعيد في هذه الأيام يمكن أن يتحول إلى فرصة. إن وضع "حماس" الصعب ومقاطعة أغلبية دول العالم لها، بما فيها دول عربية، وانفتاح دول عربية معتدلة لها مصالح مشتركة مع إسرائيل، يمكن أن يسمح بنشوء عملية سياسية على أساس صيغة هدفها نزع سلاح  قطاع غزة في مقابل إعادة إعمار القطاع اقتصادياً. هذا سيغير الواقع في غزة ويحسن وضع السكان الإنساني، وسيضمن أيضاً الهدوء بالنسبة إلى سكان غلاف غزة.

•إذا كان نتنياهو ووزراؤه يهمهم تغيير الوضع وعدم العودة إلى مواجهات كل أسبوعين، يتعين عليهم اتخاذ قرار استراتيجي يوضح كيف ننظر إلى الواقع في غزة، وبلورة خطة تحظى بدعم دولي تشمل السلطة الفلسطينية، كما تحظى بتأييد الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي والدول  الإسلامية المعتدلة.

 

•ويجب تقديم هذا الاتفاق إلى مؤتمر دولي يجري فيه التوصل إلى تعهدات بتقديم المساعدة المالية المطلوبة من أجل إعادة إعمار غزة. التغيير سيحدث من خلال وسائل دبلوماسية أو من خلال عملية عسكرية تخلق أفقاً سياسياً جديداً لتحقيق التغيير، لكن يجب علينا ألّا ننتظر جولة أُخرى والانجرار إلى عملية عسكرية من دون أهداف محددة ومن دون هدف واضح.