قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس (الأحد)، إن الجيش نشر مزيداً من منظومات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في منطقتي جنوب إسرائيل وتل أبيب، في إثر مواجهات واسعة النطاق مع حركة "حماس" في قطاع غزة خلال نهاية الأسبوع الفائت.
وأضاف البيان أن الجيش قام باستدعاء تشكيلات احتياط من وحدات الدفاع الجوي لتوفير قوة بشرية إضافية لهذه المنظومات، وأكد أن الجيش الإسرائيلي مصمم على مواصلة الدفاع عن سكان إسرائيل، وهو مستعد لمجموعة من السيناريوهات التي قد تتفاقم.
وأكدت مصادر مسؤولة في قيادة الجيش أن هذه التعزيزات تُعدّ إجراء احترازياً مع بقاء احتمالات تجدُّد العنف في منطقة الحدود مع قطاع غزة، على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الليلة قبل الماضية، والذي يبدو أنه صامد إلى حد كبير حتى الآن.
وشدد بيان الناطق العسكري على أن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على أي هجوم من القطاع، بما في ذلك على شكل طائرات ورقية وبالونات حارقة، وهو يستعد لهجمات انتقامية محتملة من طرف حركة "حماس".
من ناحية أُخرى أوعز المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية، في ختام الاجتماع الذي عقده مساء أمس، إلى الجيش الإسرائيلي في أن يرد بقوة على أي حالة يقوم فيها الفلسطينيون بإطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة في اتجاه جنوب إسرائيل.
وقال الجيش إنه حتى مساء أمس أطلقت طائرات سلاح الجو النار على 5 خلايا كهذه. ووردت تقارير عن وقوع إصابات في حالتين على الأقل.
وكانت منطقة جنوب إسرائيل وقطاع غزة شهدتا، على مدار نحو 24 ساعة أول أمس (السبت) وحتى أمس (الأحد)، عمليات تبادل لإطلاق النار هي الأكثر كثافة منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية في القطاع في صيف 2014. وتراجع التصعيد نسبياً صباح أمس.
وأكدت "حماس"، مساء أول أمس، أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إنها ستكون ملتزمة بوقف إطلاق النار طالما التزمت إسرائيل به.
وشنّ الجيش الإسرائيلي، أول أمس، عشرات الغارات الجوية على القطاع، والتي تسببت بوقوع قتيلين في الخامسة عشرة والسادسة عشرة من عمرهما، وإصابة 25 شخصاً آخر بجروح.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن القتيلين هما الفتيان أمير النمرة (15 عاماً) ولؤي كحيل (16 عاماً). وأضافت أنهما قُتلا في قصف إسرائيلي استهدف منطقة "الكتيبة" غربي غزة.
في المقابل أصيب 4 إسرائيليين في إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة سديروت.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن عدد القذائف الصاروخية التي أُطلقت من القطاع في اتجاه إسرائيل بلغ نحو 200 قذيفة.
وجاء هذا التصعيد غداة احتجاجات شهدتها منطقة الحدود شرقي القطاع يوم الجمعة الفائت في إطار "مسيرات العودة" التي يقوم بها الفلسطينيون منذ يوم 30 آذار/ مارس الفائت، قُتل خلالها فلسطينيان وأُصيب أكثر من 200 بجروح بنيران الجيش الإسرائيلي. وفي إطار هذه الاحتجاجات احتشد آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية للقطاع في تحرك أطلقوا عليه اسم "جمعة الخان الأحمر" تيمناً بقرية بدوية في الضفة الغربية تعتزم إسرائيل هدمها.
وقالت مصادر فلسطينية إن عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء هذه التظاهرات ارتفع إلى 141 على الأقل.
وأكدت حركة "حماس" أنها قامت بقصف المستوطنات الإسرائيلية رداً على غارة شنتها إسرائيل يوم الجمعة، بعد إصابة جندي في انفجار قنبلة في منطقة الحدود.
وقبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تعهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتوسيع الرد على الاعتداءات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة كلما اقتضت الضرورة. وأكد أنه في حال لم تفهم حركة "حماس" الرسالة اليوم فستفهمها غداً.
وأشار نتنياهو إلى أنه خلال مشاورات مع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"]، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت، وقيادة المؤسسة الأمنية، تقرر القيام بعملية شديدة ضد إرهاب حركة "حماس"، وقال إن الجيش الإسرائيلي وجّه إلى الحركة أقوى ضربة منذ عملية "الجرف الصامد".
وقال وزير التربية والتعليم نفتالي بينت [رئيس حزب "البيت اليهودي"] إنه وحزبه يعارضان أي اتفاق لا يتضمن وقفاً تاماً لإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة وامتناع "حماس" من الاستمرار في بناء قوتها المسلحة.
وأضاف الوزير بينت، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية- الأمنية، أن القصف يجب أن يقابل بالقصف والهدوء يؤدي إلى هدوء. وأشار إلى وجود وسائل متطورة لنزع السلاح من قطاع غزة بشكل أحادي الجانب من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.