الواقع الميداني القائم في منطقة الحدود مع قطاع غزة بعد المواجهات الأخيرة يؤكد استمرار تلاشي الاستقرار الأمني فيها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•يتبين بعد مرور يوم واحد على جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة، أن التفاهمات المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار لا تشمل، على الأقل وفقاً للواقع القائم ميدانياً، وقفاً لـ"إرهاب" الطائرات الورقية الحارقة التي يتم إطلاقها من القطاع.

•فقد قام الجيش الإسرائيلي أمس (الأحد) أيضاً [في إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار في حيّز التنفيذ] بمهاجمة 5 خلايا فلسطينية كانت تقوم بإطلاق طائرات ورقية حارقة وبالونات مشتعلة. وأطلق الجيش صواريخ في اتجاه قريب جداً من هذه الخلايا، ما قد يعني احتمال وقوع إصابات في وسط أفرادها. 

•في هذه الأثناء تصاعدت هنا في إسرائيل حدة الانتقادات التي يوجهها وزير التربية والتعليم نفتالي بينت ووزراء آخرون يطالبون بردة فعل أشد صرامة ضد مطلقي الطائرات والبالونات، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم التوتر. ويمكن القول إن قيام الجيش الإسرائيلي بنشر مزيد من منظومات "القبة الحديدية" في منطقتي الجنوب وتل أبيب هو جزء من عملية توجيه رسائل إلى حركة "حماس" فحواها أن الجيش جاهز لاحتمال اندلاع مواجهة عسكرية أوسع.

•وليس مبالغة القول إن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير هو ليس أكثر من مهلة زمنية ومحطة أخرى في الطريق نحو مواجهة عسكرية واسعة. وكل ما تقوم به مصر، ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، لا يؤدي سوى إلى كبح مرحلي لجولة التصعيد بعد اندلاعها وبصورة محدودة الضمان.

•وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قال لملادينوف، قبل أن يتوجّه الأخير إلى قطاع غزة، إنه في حال عدم توقف "حماس" عن أعمال "الإرهاب" فإن الجيش الإسرائيلي سيصعد ردة فعله إلى حد شن عملية عسكرية واسعة في القطاع. ويبدو أن الرسالة وصلت إلى "حماس". لكن حتى الآن لم يؤد ذلك إلى أي تغيير في الميدان، وهو ما يزيد من التقدير أن المواجهة المقبلة آتية لا محالة.

 

•ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أنه في إثر التصعيد الأخير في نهاية الأسبوع الفائت، بقي المصدر المركزي الذي ذاع نبأ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو الفصائل الفلسطينية في القطاع، في حين أن المعلومات وإجابات المسؤولين التي جرى تداولها في إسرائيل بقيت ضبابية ومحملة بالشعارات الكثيرة. ولعل الإجابة الأكثر ضبابية هي تلك المتعلقة بالسؤال فيما إذا كان الاتفاق يشمل تعهداً من "حماس" بوقف "إرهاب" الطائرات الورقية؟. وهي إجابة من حق سكان مستوطنات المنطقة الجنوبية أن يحصلوا عليها من طرف المسؤولين عنهم وعن أمنهم. وبطبيعة الحال ثمة حدود لقدرة الكلمات على إخفاء الواقع الميداني القائم في منطقة الحدود مع قطاع غزة، هذا الواقع الذي سرعان ما كشف النقاب عن استمرار تلاشي الاستقرار الأمني فيها.