من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•من المتوقع أن تكون مطالبة إسرائيل بإبعاد كل القوات الإيرانية عن سورية في مركز الاجتماع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيعقد اليوم (الأربعاء) في موسكو. هذا في ضوء تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال فيه إن المطالبة بانسحاب شامل غير واقعية.
•أوضحت روسيا لإسرائيل في عدة مناسبات أن أقصى ما يمكنها هو العمل على انسحاب كبير للقوات الإيرانية والميليشيات الدائرة في فلكها ، بمن فيها حزب الله، من الحدود مع إسرائيل في الجولان. لكن ليس في قدرة روسيا إجبار إيران على مغادرة الساحة السورية. وأيضاً حتى وعدها بتحقيق انسحاب جزئي للقوات الإيرانية لم تنجح روسيا في تنفيذه.
•بحسب تقارير من سورية، أيضاً خلال عملية الاحتلال السوري لمنطقة درعا كان هناك مراقبون وضباط إيرانيون وعناصر من حزب الله مع قوات الجيش السوري الذي اتضح أنه سيطر على أغلبية خط الحدود بين سورية والأردن، وعلى معبر نصيب الحدودي، ودخل إلى مناطق واقعة تحت سيطرة المتمردين بخلاف الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في الأسبوع الماضي. بناء على ذلك، من غير الواضح إلامَ يستند تقدير أو اعتقاد إسرائيل أن في استطاعة روسيا إبعاد إيران. مع ذلك يبدو أن هذا التقدير يرافق إسرائيل على الأقل في العامين الأخيرين، قبل انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، واشتد أكثر بعد انتخابه.
•كشفت المجلة الأميركية "النيويوركر" اليوم اقتراح السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على ترامب معادلة تقضي بإلغاء الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها على روسيا قبل 4 سنوات في أعقاب الحرب في أوكرانيا واحتلال شبه جزيرة القرم، وفي المقابل تعمل روسيا على إخراج القوات الإيرانية من سورية. وأفاد مراسل المجلة أدام أنتوس، أنه قبل وقت قصير من الانتخابات الأميركية التقى ولي عهد الإمارت العربية الشيخ محمد بن زايد وسيطاً أميركياً.
•بلّغ الشيخ محمد بن بن زايد الوسيط الأميركي أن بوتين مهتم بإيجاد حل للأزمة السورية في مقابل رفع العقوبات عن بلده. وبحسب مراسل المجلة لم يكن الشيخ زايد الوحيد الذي سعى في هذا الاتجاه، بل هناك مسؤولون إسرائيليون وسعوديون كبار طرحوا هذه الفكرة في أثناء محادثاتهم مع مسؤولين أميركيين كبار.
•في نيسان/أبريل كشف أنتوس في مقال في صحيفة الواشنطن بوست عن لقاء جرى في جزر السيشيل ضم الشيخ محمد بن زايد وأريك برينس (مؤسس شركة بلاكواتر التي عملت في العراق واتُهمت بالتعذيب، وهو من المقربين من ستيف بانون الذي كان المستشار المقرب من ترامب آنذاك)، وكيريل ديمترييف (الرئيس التنفيذي لصندوق استثمار روسي). وقد التقى الثلاثة في منتجع يملكه الشيخ محمد بن زايد للبحث في مدى استعداد روسيا لتقليص علاقاتها مع إيران وتعاونها مع طهران في سورية، في مقابل تنازلات أميركية على صعيد العقوبات. وفي وقت لاحق استثمرت السعودية ودول اتحاد الإمارات مليارات الدولارات في مشاريع في روسيا من أجل تشجيع بوتين على تبني سياسة انفصال عن إيران. لا يعلم الكاتب إذا كان هذا الاقتراح جاء من بوتين نفسه أو من أحد مساعديه، أو أنه ثمرة مبادرة مستقلة من ولي العهد.
•بعد انتخاب ترامب، ذكر أحد الذين حضروا اجتماعاً خاصاً مع سفير إسرائيل، رون دريمر، قول الأخير إن إسرائيل تشجع التعاون بين ترامب وبوتين، على أمل إقناع روسيا بإخراج الإيرانيين من سورية. موظف إسرائيلي رفيع المستوى قال للنيويوكر إن "إسرائيل تعتقد أنه يمكن عقد اتفاق روسي - أميركي في سورية يُخرج الإيرانيين من هناك"، وإذا تحقق ذلك "فإن هذا سيشكل بداية لتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا". وذكر مصدر كان يعمل في الإدارة الأميركية وتحدث مع وزير إسرائيلي مقرب من نتنياهو لمراسل المجلة أن الوزير سوّق فكرة "استبدال أوكرانيا بسورية"، أي إلغاء العقوبات المفروضة على روسيا في مقابل إبعاد إيران عن سورية.
•وزيرا خارجيتي السعودية والإمارت سوّقا أيضاً الفكرة. وتساءلا في مأدبة خاصة مع مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى لماذا لا تلغي واشنطن العقوبات في مقابل طرد إيران. "هذا لم يكن بالون اختبار، بل حاولا فعلاً جعل الفكرة مقبولة" هذا ما قاله المصدر للنيويوركر.
•هل ترامب مستعد لعقد صفقة من هذا النوع؟ بحسب مصادر المجلة حتى لو كان ترامب يرغب كثيراً في ذلك، فإن روسيا غير قادرة على تأمين البضاعة. بالإضافة إلى ذلك، بينما يتعرض ترامب للتحقيق بسبب علاقاته بروسيا قبل الانتخابات، فإن مجرد طرح الفكرة يمكن أن يضر بدفاعه.
•ليس من المستبعد أن يحاول نتنياهو نفسه بيع الصفقة لبوتين، ومن المحتمل أن يُطرح الموضوع في القمة التي ستجري بين بوتين وترامب في 16 تموز/يوليو. إذا كان هناك من يحب التلهي بألاعيب الإقناع الدولية، فلا حاجة إلى فحص ماذا تريده إيران. يفرض المنطق السياسي أن تكون إيران مستعدة لتقديم تنازلات في سورية في مقابل إلغاء العقوبات الأميركية الجديدة عليها، وإبقاء الاتفاق النووي على حاله. لكن هذا المنطق يصطدم بالمواقف المتصلبة لترامب ونتنياهو والسعودية واتحاد الإمارات العربية حيال الاتفاق النووي. ولإيران نفسها موقف واضح جداً فيما يتعلق بمصلحتها من البقاء في سورية، كما إصرارها على أن الاتفاق النووي غير خاضع للتفاوض. في هذه الفترة أقصى ما يمكن أن تتوقعه إسرائيل هو خطة روسية مريحة، تنظم عودة الجولان السوري إلى سيطرة النظام، من دون دخول قوات سورية إلى هضبة الجولان، وتنسيق الوضع القائم بينها وبين إسرائيل بعد انتهاء الحرب.