•إيتان كابل [من حزب العمل] ليس وحده. الخطة التي تبنتها الهيئة التي تُسمى "التيار المركزي" في حزب العمل، والتي تدعو الى التخلي عن حل الدولتين، هي بمثابة انقلاب صغير. في الخطوط العامة تدعو الخطة إلى تطبيق السيادة الكاملة عبر خطوة أحادية داخل حدود تضم وادي الأردن وكتل المستوطنات، وأبرزها غوش عتسيون، كما حدث في هضبة الجولان بمبادرة من مناحيم بيغن.
•في التيار المركزي في حزب العمل يوجد عدد غير قليل من أعضاء الكنيست البارزين، منهم عومر بار ليف، إيتسيك شمولي، ونحمان شاي، وأييلت - فاربين نحمياس، وليئا فاديدا، وحيليك بار، وآخرون. يقول ميخائيل بار زوهار الذي قاد الخطة التي تتماهى مع التيار المركزي إن "هذه خطوة مستقلة لا علاقة لها بالفلسطينيين، الفلسطينيون لا يهمونني. بعد أن نحدد في اتفاق داخلي حدودنا، يستطيعون أن يقرروا ما هو الأفضل بالنسبة إليهم. إقامة دولة، أو فدرالية مع الأردن - ليقيموا ما يشاؤون. نحن لا نبحث عن اتفاق سلام معهم. لقد تحدثت مع عدد غير قليل من الخبراء المقربين من الأوساط الاستخباراتية، وكلهم قالوا لي إنه لا توجد فرصة للتوصل إلى حل الدولتين، المقبول من الفلسطينيين. ومع شعار عدم وجود شريك، سنبقى 50 عاماً أُخرى مع السيطرة على شعب آخر".
•في الخطة عدد من النقاط الإيجابية. الأولى تقليص الخلاف الداخلي بين الشعب وخلق إجماع جديد. أمر إضافي، ربما لم ينتبه إليه كابل وبار زوهار وأعضاء التيار المركزي، هو منح الوسط الشرعية لمواقف اليمين المعتدل، الذي يتحدث عن حدود آمنة ولا ينوي سحب الجيش أيضاً من المناطق التي سيجري إخلاؤها في إطار الخطة. ثمة تقديرات متعددة بشأن عدد المستوطنين الذين سيجري إجلاؤهم ، الحد الأدنى هو نحو 40 ألفاً. لكن ليس المقصود إجلاء بالقوة على شاكلة الانفصال [عن قطاع غزة في 2005]، وهنا يمكن أن نضع علامة استفهام على بند الإجلاء في الخطة.
•إن المشكلة الكبيرة في الخطة هي الوهم بأن إسرائيل قادرة على إنهاء جزء كبير من الخلاف داخلها وتهدئة مع المنظومة السياسية الدولية. هذا تماماً ما اعتقدوا أنهم سيحققوه في خطة الانفصال قبل 13 عاماً عن قطاع غزة. والحقيقة اليوم هي أنه عندما تنقضّ "حماس" على السياج ، فإن جهات داخلية فعالة بما فيه الكفاية تُضعف رد الجيش الإسرائيلي وتلحق الضرر بسمعة إسرائيل وبشرعية تحركها. لقد نسي العالم التنازلات الأحادية الجانب، وهكذا فكل انسحاب يحدد فقط خطوط مرحلة جديدة من الحرب الفلسطينية ضدنا. حتى لو بقي الجيش الإسرائيلي موجوداً على الأرض/ وهذه فكرة صحيحة، فإن المجتمع الدولي والفلسطينيين، مع يهود "النيويورك تايمز" سيحكمون على إسرائيل فقط بحسب عدد المستوطنين وعدد المستوطنات التي سيجري إخلاؤها.
•تقرّب الخطة بين الليكود وحزب العمل، وتتيح المجال لإمكانات قيام حكومة وحدة بعد الانتخابات المقبلة، وإذا تخلصت التيارات داخل الحزب من الخوف من بنيامين نتنياهو، فإن قيام حكومة وحدة مع حزب العمل هو الأمر الصحيح بالنسبة إلى المجتمع الإسرائيلي. "الصحوة" التي أعطاها كابل تعبيرها الأكثر جرأة حتى الآن هي عميقة. إنها تكسر جميع الافتراضات الأساسية التي وجهت ليس فقط حزب العمل واليسار، بل أيضاً المؤسسة الأمنية. اتفاق أوسلو والانسحابات الأحادية من لبنان ومن غزة، والنظرة إلى الفلسطينيين "كشركاء" وليس كعدو. حتى لو كان الوسط في حزب العمل يقترح فعلياً صيغة مطورة لوجهات نظر قديمة، فإن مجرّد الاعتراف بواقع الأمور هو تطور تاريخي.