"حماس" تسعى لتوجيه معركتها ضد إسرائيل نحو أهداف عسكريـة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•لا شك في أن إقدام عناصر فلسطينية على زرع عبوة ناسفة في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وقيام الجيش الإسرائيلي بالرد على ذلك عن طريق قصف مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية، كما شهدنا في أواخر هذا الأسبوع، هما من الأحداث التي باتت روتينية في الجبهة الجنوبية الآخذة بالاشتعال في الآونة الأخيرة، على خلفية "مسيرات العودة" الفلسطينية التي بدأت يوم 30 آذار/مارس الفائت. 

•ومع ذلك لا بد من الالتفات إلى أن هناك زيادة مطّردة في عدد العبوات الناسفة التي يتم زرعها على طول منطقة السياج الحدودي بهدف المساس بقوات الجيش الإسرائيلي المرابطة في الطرف الآخر من السياج. ووفقاً لإحصائيات الجيش تم زرع أكثر من 20 عبوة ناسفة خلال الشهرين الأخيرين، في حين أن المعدل الشهري لزرع مثل هذا العبوات لم يتجاوز عبوة واحدة أو عبوتين اثنتين خلال كل السنوات التي انقضت منذ عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في القطاع [في صيف 2014]. 

•وبموازاة هذه الزيادة في عمليات زرع العبوات الناسفة لم يُطلق خلال الشهرين الأخيرين أي صاروخ أو قذيفة صاروخية من القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي يدل على أن حركة "حماس" تمتلك القدرة على فرض إرادتها بشكل كامل على جميع الفصائل الفلسطينية هناك، بما في ذلك على منظمة الجهاد الإسلامي، التي تُعتبر المنظمة الإرهابية رقم 2 في القطاع من حيث قوتها وقدرتها العسكرية بعد "حماس".

•كما يدل هذا الأمر على أن "حماس" تسعى لتوجيه معركتها ضد إسرائيل نحو أهداف عسكرية. وبناء على ذلك فإن هذا السعي سيقف هذه الأيام أمام الاختبار، في ضوء حقيقة أن الرد الإسرائيلي على آخر عملية زرع عبوة ناسفة أول أمس (السبت) تسبّب بمقتل 3 عناصر من منظمة الجهاد الإسلامي، وأن هذه المنظمة اعتادت في السابق أن ترد على قتل عناصر منها بإطلاق قذائف صاروخية في اتجاه المستوطنات الإسرائيلية. 

•وثمة عدة جوانب أُخرى يجب الانتباه إليها فيما يتعلق بهذه العملية، أولها أن نقطة الرصد التي استهدفها القصف الإسرائيلي تابعة للجهاد الإسلامي، في حين أن حركة "حماس" كانت في السابق تحتفظ بمثل هذه النقاط على طول منطقة السياج الحدودي. وإذا أضفنا ذلك إلى النفق الإرهابي التابع للجهاد، الذي تم اكتشافه قبل أقل من نصف سنة، فإن الاستنتاج المطلوب هو أن هذه المنظمة تحظى في الآونة الأخيرة بحرية أكبر للعمل من جانب حركة "حماس"، وذلك على خلفية الدعم المشترك لهذه الحركة ولمنظمة الجهاد من جانب إيران.

 

•وتشير التقديرات السائدة لدى قيادة الجيش الإسرائيلي إلى أنه في ضوء استمرار تظاهرات مسيرة العودة في الأسابيع المقبلة، من المتوقع أن تستمر وتتصاعد محاولات المساس بالجيش الإسرائيلي من خلال زرع العبوات الناسفة في منطقة السياج الحدودي.