تقديرات في إسرائيل: روسيا تدرس إبعاد القوات الإيرانية عن الحدود في الجولان
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•روسيا مستعدة للبحث في إبعاد مهم للقوات الإيرانية والميليشيات الشيعية الدائرة في فلكها عن الحدود الإسرائيلية- السورية. هذا هو الانطباع الذي تكوّن لدى المستويين السياسي والأمني في إسرائيل. التغيّر في الموقف الروسي أخذ يتضح في الأسابيع الأخيرة، على خلفية الهجوم الواسع الذي قامت به إسرائيل ضد إيران على أراضي سورية في 10 أيار/مايو، رداً على إطلاق صواريخ من هضبة الجولان، والقلق في موسكو من أن يؤدي استمرار العمليات الإسرائيلية إلى تعريض استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد للخطر. 

•مؤخراً جددت موسكو جهودها في محاولة ضم الولايات المتحدة إلى اتفاقات تسوية ثابتة في سورية. وكجزء من الاتصالات، من المحتمل وجود استعداد روسي لإبعاد الإيرانيين عن الحدود مع إسرائيل، وليس بالضرورة إبعاد كل القوات التي تتماهى معهم عن سورية كلها.

•في تشرين الثاني/نوفمبر من السنة الماضية بلورت روسيا والولايات المتحدة بالتنسيق مع الأردن، اتفاقاً لخفض التوتر في مناطق الاحتكاك جنوب سورية، بعد سلسلة الانتصارات التي حققها نظام الأسد على تنظيمات المتمردين في وسط سورية. وكما ذكرت "هآرتس"، طالبت إسرائيل بإبعاد الإيرانيين والميليشيات الشيعية إلى مسافة 60 كيلومتراً بعيداً عن الحدود مع سورية في هضبة الجولان، شرقي طريق دمشق- درعا (وبحسب صيغة أُخرى، إبعادهم إلى نحو 70 كيلومتراً شرقي طريق دمشق - السويداء عن الحدود).

•لكن الدولتين العظميين لم تستجيبا للطلب، وجاء في الاتفاق أن الإيرانيين والميليشيات سيبقون على مسافة خمسة كيلومترات من خطوط التماس بين النظام والمتمردين. أي على بعد مسافة تترواح ما بين 5 و20 كيلومتراَ من الحدود مع إسرائيل. عملياً، لم يتقيد الإيرانيون بهذا الطلب أيضاً. وشوهد أفراد الحرس الثوري والميليشيات أكثر من مرة بالقرب من الحدود. بينما خرقت القوات التي تتماهى مع الرئيس الأسد حتى اتفاقات الفصل مع إسرائيل العائدة إلى سنة 1974، ودخلت أحياناً إلى المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان.

•كما هو معروف، لم تستأنف روسيا والولايات المتحدة بعد المحادثات المباشرة بشأن التسوية في سورية. لكن الروس يلمّحون إلى استعدادهم لإعادة النظر في مواقفهم السابقة، أيضاً فيما يتعلق بإيران. في إسرائيل يعتقدون أنه في ضوء الظروف التي نشأت جرّاء ازدياد هجمات سلاح الجو وتأييد إدارة ترامب العلني العمليات الإسرائيلية، فإن روسيا ستوافق على إبعاد الإيرانيين إلى شرقي طريق دمشق - درعا، بما ينسجم مع الطلب الإسرائيلي الأساسي، وربما أيضاً يتخطاه.

•يبدو أيضاً أن الأسد نفسه أقل اهتماماً بالوجود العسكري الإيراني في سورية الذي يدفعه إلى احتكاك متزايد بإسرائيل. خلال جولات التوتر الأخيرة بين إسرائيل وإيران في سورية، في شباط/فبراير وأيار/مايو، دمرّ سلاح الجو عدداً كبيراً من بطاريات الدفاع الجوي السوري، بعد إطلاقها النار على طائرات حربية إسرائيلية. وبحسب تقديرات متعددة فقد وُضع خارج الخدمة نحو نصف منظومة الدفاع الجوي للنظام السوري.

•في تقدير الاستخبارات الإسرائيلية يوجد في سورية حالياً نحو ألفي ضابط ومستشار إيراني، وأفراد من الحرس الثوري، بالإضافة إلى نحو 9000  فرد من ميليشيات شيعية من أفغانستان وباكستان والعراق. ونحو 7000 مقاتل من حزب الله. ويعتقدون في إسرائيل أن الأميركيين هم اليوم في وضع جيد للمساومة من أجل التوصل إلى تسوية أكثر نجاعة في سورية، بالتنسيق مع الروس، وتحت عنوان"من دون إيران ومن دون داعش".

•في أواخر الأسبوع ألقى سلاح الجو السوري مناشير فوق مدينة درعا وضواحيها في جنوب سورية دعا فيها تنظيمات المتمردين في المنطقة إلى الاستسلام. ورداً على ذلك أصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً إلى النظام بعدم الاقتراب من درعا.

•يبدو أن هذه التطورات أيضاً لها علاقة بجهود التسوية التي تقوم بها الولايات المتحدة وروسيا. 

•في 17 أيار/مايو أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية لقائه بالرئيس الأسد في مدينة سوتشي الروسية أن التقدم في عملية التسوية يجب أن يُسرّع انسحاب القوات الأجنبية من سورية. في اليوم التالي قال موفد الرئيس بوتين، ألكسندر لافرنتيف، إن بوتين قصد قوات إيران، وحزب الله، والولايات المتحدة وتركيا، لكنه أضاف أن المقصود "موضوع معقد جداً". رفضت وزارة الخارجية الإيرانية كلام بوتين وأعلنت أن القوات الإيرانية ستبقى في سورية ما دام النظام يحتاج إليها وما دام هناك تهديد إرهابي في سورية. 

•يوم الأحد قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة إن إسرائيل تعمل في سورية ضد تمركز إيران العسكري الموجّه ضدها. في الوقت عينه أضاف: "نحن نعمل ضد انتقال أسلحة فتاكة من سورية إلى لبنان أو إنتاجها في لبنان. كل هذا السلاح موجّه ضد دولة إسرائيل ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا ومنع إنتاجه أو انتقاله".

 

•يوم الخميس الماضي تحدثت تقارير من سورية عن هجوم جوي وقع بالقرب من مطار حمص، وسط سورية، جرى خلاله قصف موقع عسكري له علاقة بحزب الله. في اليوم التالي قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في بيروت،  إنه كان هجوماً إسرائيلياً جرى من الأجواء اللبنانية. وفي الأسبوع الماضي عرض قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكان نوركين، صوراً أظهرت طائرة إف-35 إسرائيلية تحلق فوق بيروت. وقال إن هذه الطائرة لها دور في العمليات الأخيرة التي قام بها سلاح الجو في جبهيتن مختلفتين.