•لائحة الشروط التي وضعها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للإيرانيين هذا الأسبوع يمكن فهمها بطريقة واحدة فقط: هدف أميركي في تغيير النظام في إيران. لم تعترف الإدارة الأميركية بذلك، لكن يمكن الافتراض أنه في واشنطن أيضاً يعلمون جيداً أن أي نظام في إيران، وبالتأكيد النظام الحالي، لن يوافق على المطالب الـ 12. وبالمعيار ذاته كان في إمكان بومبيو مطالبة إيران بإجراء انتخابات حرة وديمقراطية، ووقف فرض ارتداء الزي الإسلامي في المجال العام.
•لا يستطيع النظام الإيراني الموافقة على هذه المطالب. أولاً، لأن جزءاً منها، مثل تغيير التوجُّه إزاء إسرائيل ووقف تأييد التنظيمات الإرهابية، يتعارض تعارضاً مطلقاً مع طبيعة النظام ويفرض تخلياً عن قيم الثورة الإسلامية، الأمر الذي يرفضه الزعيم خامنئي، ثانياً، تعتبر الزعامة الإيرانية تقديم هذه المطالب تأكيداً إضافياً لوجهة نظرها بأن الهدف الوحيد للولايات المتحدة هو تغيير النظام الإسلامي.
•ثالثاً، تحقيق جزء من المطالب يفرض على إيران التخلي عن أرصدة يعتبرها النظام بوليصة تأمين لجوهر بقائه، مثل الصواريخ البعيدة المدى والخيار النووي العسكري. إن الاستعداد للتخلي عن هذه الأرصدة تحديداً في هذا الوقت الذي تواجه فيه إيران تهديداً كبيراً من جانب الولايات المتحدة، ليس معقولاً حتى تحت ضغط اقتصادي متزايد.
•ليس مفاجئاً سعي الإدارة الأميركية لتغيير النظام الحالي. فالمعروف عن مستشار الأمن القومي جون بولتون أنه من المؤيدين البارزين لتغيير النظام في إيران، وله علاقات علنية مع المعارضة الإيرانية في المنفى. لكن تغيير النظام يتطلب تعبئة الجمهور الإيراني لإسقاط زعامته، إلاّ إذا كانت الإدارة الأميركية تنوي جرّ بلدها إلى حرب إضافية في الشرق الأوسط، وفرض تغيير النظام في إيران بواسطة عملية عسكرية، تشمل أيضاً غزواً برياً. إن عمليات التغيير في المجتمع الإيراني تنطوي على إمكان تغيير سياسي، وتشديد الضغط الاقتصادي من خلال زيادة العقوبات يمكن أن يقوي الاحتجاج الشعبي.
•ربما في واشنطن يأملون بأن الاقتصاد الإيراني المتعثر، والاحتجاج الشعبي المتواصل، يخلقان فرصة لإسقاط النظام، وأن كل ما هو مطلوب زيادة الضغط على إيران. من المحتمل أن تتحقق آمالهم، لكن من يضع استراتيجيا مستنداً إلى آمال يمكن أن يكتشف أنها آمال كاذبة.