الحلف غير المقدس، والعابر، بين إسرائيل والإنجيليين الأميركيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يهدف قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، أولاً وقبل أي كل شيء، إلى مكافأة الإنجيليين على تأييدهم الحماسي لانتخابه ولولايته. إن احتفال نقل السفارة الذي جرى هذا الأسبوع، والذي شارك فيه اثنان من الدعاة الإنجيليين المتطرفين، وهما موضع خلاف من الإنجيليين، وسبق أن أدليا بتصريحات عنصرية ضد اليهود، يمثل ذروة هذا الحلف غير المقدس. 

•تضم الحركة الإنجيلية في الولايات المتحدة عشرات الملايين من الناس. الجزء الأكبر منهم يؤمن بأن دولة إسرائيل تقرّب الظهور الثاني للمسيح المنتظر، وبأن إقامة مملكة إسرائيل وبناء الهيكل هما شرطان مسبقان لتحقيق نبوءتهم: حرب يأجوج ومأجوج يعقبها تدمير اليهود بصورة جماعية وتحولهم إلى الديانة المسيحية. وتقودهم معتقداتهم إلى التمسك بأكثر العناصر هذياناً في السياسة الإسرائيلية، وإلى تشجيع إسرائيل على انتهاج سياسات متطرفة تعمل على تقريب أهدافهم.

•لقد أيّد الإنجيليون الصهيونية على الدوام، لكن في السنوات الأخيرة تحول هذا التأييد إلى مكوّن أساسي في معتقداتهم. وفي الواقع بدأت حكومات إسرائيل بتطوير العلاقات بهم بعد حرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو 1967]، لكن في السنوات الأخيرة كلما اتجهت إسرائيل نحو اليمين، كلما ازداد تأثير الإنجيليين في العلاقات بين الدولتين. وانتخاب ترامب  أدى إلى وصول هذا التأثير إلى الذروة، وذلك كما ثبت من خلال الجمهور الذي حضر الاحتفال غير المسبوق في السفارة. يسعى السفير رون درامر، الذين انضم إليه مؤخراً نظيره في إسرائيل ديفيد فريدمان، لأن يكون التأييد الأميركي لإسرائيل معتمداً حصرياً على الإنجيليين، الذن يدعمون السياسة الصقرية والرافضة لإسرائيل حيال الفلسطينيين. هذا التضافر يتسبب بتآكل إضافي في مكانة إسرائيل وسط مراكز قواها التقليدية، وفي طليعتها يهود الولايات المتحدة الذين يعتبرون الإنجيليين خطراً حقيقياً على قيمهم.

 

•ما يجري هو رهان خطر ومزدوج: فمن جهة، تتنكر إسرائيل لمؤيدين لها يمكن أن تحتاج إليهم في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، إذا سيطر الديمقراطيون على أحد مجالس الكونغرس. ومن ناحية أُخرى، تثبت استطلاعات الرأي أن الإنجيليين من الشباب يعارضون التأييد الأعمى لإسرائيل. لو أن لدينا حكومة مسؤولة لكانت غيّرت سياستها ومدت يدها إلى الجهات التي أهملتها، وتخلت عن الاعتماد الحصري على المسيحيين المسيانيين.