ماذا تستطيع إيران أن تفعل ضدنا؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•تريد إيران أن ترد الصاع صاعين. فقد أعلن الناطق الرسمي الإيراني أن إيران يجب أن ترد على الهجوم الإسرائيلي على مطار T-4. يمكن الافتراض أن السبب الأساسي ليس الرغبة في الانتقام أو دفاعاً عن الكرامة؛ بل هو ناجم عن الفهم بأن إسرائيل مصرة على اقتلاع التموضع الإيراني في سورية. بالنسبة إلى إيران، وجودها العسكري في سورية له أهمية استراتيجية من الدرجة الأولى، ولذلك هي تنوي الدفاع عنه. 

•لكن قدرة إيران على مواجهة إسرائيل على الساحة السورية محدودة. لا تستطيع إيران مواجهة تفوّق سلاح الجو الإسرائيلي وهجماته. ولا يملك سلاح الجو الإيراني خبرة قتالية وطائراته قديمة. صحيح أن إيران في 2015 حصلت من روسيا على منظومة صواريخ دفاعية متطورة من طراز S-300، لكن هذه الصواريخ بقيت في إيران للدفاع عن المواقع المهمة، وفي طليعتها المواقع النووية.

•في مثل هذا الوضع، لا مصلحة لإيران في مواجهة شاملة مع إسرائيل، ستمس أيضاً بناء تموضعها في سورية. وفي مواجهة واسعة، هناك تفوّق إضافي لإسرائيل: القتال سيدور على بعد مئات الكيلومترات من حدود إيران وتستطيع إسرائيل عرقلة نقل قوات وسلاح وامدادات إلى سورية. ثمة اعتبار إضافي: إيران ستضطر إلى أن تأخذ في حسابها استغلال إسرائيل الفرصة والتبرير لمهاجمة المواقع النووية في إيران، وستقف إدارة ترامب في هذه المواجهة إلى جانب إسرائيل. 

•في سيناريو مواجهة واسعة، سيكون لدى إيران أداة مهمة من المهم أن تأخذها إسرائيل في الحسبان: المخزون الكبير من الصواريخ والقذائف المتطورة التي تملكها إيران وحزب الله، والتي تغطي جميع أراضي إسرائيل. ويشكل هذا المخزون جوهر التهديد الإيراني لإسرائيل. لكن استخدامها الكثيف معناه مواجهة واسعة، لا ترغب فيها إيران.

•بالاستناد إلى هذه الاعتبارات، يمكن أن تفكر إيران في عدة خيارات: الأول، الامتناع من رد هجومي كما فعلت حتى الآن بصورة عامة. معقولية هذا الخيار ضئيلة لأن إيران ترى نفسها ملزمة بالتحرك للجم الهجمات الإسرائيلية. حينها، قد تنتظر حتى يحين الوقت الملائم وعندئذ تحاول مفاجأة إسرائيل، مثلاً خلال تدهور للوضع في غزة.

•الخيار الثاني، تستطيع إيران الرد بصورة محدودة، تشير لإسرائيل بأن استمرار الهجمات الإسرائيلية سيؤدي إلى رد قاس. ويمكن أن يتضمن مثل هذا الرد إطلاق صواريخ منفردة، توجيه ضربة في منطقة الحدود السورية أو في مكان آخر في العالم، أو إطلاق طائرة هجومية من دون طيار. بهذه الطريقة من المنطقي الافتراض أن إيران ستفضل عملية يقوم بها وكلاؤها الشيعة، وخصوصاً حزب الله. صحيح أن إيران تملك قدرة عملانية جيدة جداً، إنما في حزب الله هناك تذمر من استخدام مقاتليه طعاماً لمدافع إيران؛ لكن حزب الله مدرب جيداً لعملية هجومية، واستخدامه يسمح لإيران بمزيد من المرونة. وفي جميع الأحوال إطلاق صواريخ بصورة مكثفة أقل معقولية، لأن معناه مواجهة شاملة لا يرغب فيها حزب الله ولا إيران.

•يبقى خياران، تستطيع إيران أن تطلب من روسيا فرض قيود على خطوات إسرائيل في سورية، من خلال ضغط سياسي وتحذيرات. ولقد قامت روسيا بخطوة في هذا الاتجاه بعد  الهجوم على T-4. بالإضافة إلى ذلك يتحدثون في روسيا عن تزويد سورية بمنظومة S-300  التي ستمس حرية تحرك إسرائيل، ثانياً، يمكن أن تشن إيران هجوماً سيبرانياً على إسرائيل. مشكلتها هنا أن إسرائيل تُعتبر كقوة عظمى في مجال السايبر المتطور، الدفاعي والهجومي، وفي صراع كهذا إيران هي التي ستخرج متضررة. 

•في الخلاصة، لا تملك إيران خيارات جيدة لمواجهة إسرائيل على الساحة السورية، وتنطوي جميعها على مخاطر كبيرة. مع ذلك، الإحساس بأنه يجب الرد يمكن أن يؤدي إلى عملية مضادة. على الأرجح ستفضل إيران عملية محدودة، لكن حتى عملية كهذه يمكن أن تتدهور إلى مواجهة واسعة ستلحق الضرر بإنجازات إيران على الساحة.