قال بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، إن كل حادث قيل إن شخصاً قُتل فيه بنيران عسكرية إسرائيلية يتم التحقيق فيه بصورة دقيقة من طرف المستويات ذات الصلة في قيادة الجيش.
وأضاف البيان أن حركة "حماس" تعمل بطريقة مخطَط لها لتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال وضعها في جبهة الأعمال العنيفة المخلة بالنظام العام أطفالاً وفتية ونساء يتم إرسالهم إلى منطقة السياج الأمني المحيط بقطاع غزة ليستخدَموا دروعاً بشرية لتحقيق أهداف الحركة.
وجاء هذا البيان تعقيباً على دعوة الاتحاد الأوروبي أول أمس (السبت) إلى إجراء تحقيق لتقصّي وقائع مقتل الفتى الفلسطيني محمد أيوب (15 عاماً) و3 فلسطينيين آخرين خلال أحداث "مسيرة العودة" الرابعة في منطقة الحدود مع قطاع غزة أول أمس (الجمعة). وطالب الاتحاد الجيش الإسرائيلي بالامتناع من استخدام القوة الفتاكة ضد متظاهرين غير مسلحين، وأكد أن الأولوية الآن هي منع أي تصعيد آخر تفادياً لإزهاق مزيد من الأرواح.
كما عقّب وزير الأمن الداخلي والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي غلعاد إردان [الليكود] على دعوة الاتحاد الأوروبي، فقال إن أي دعوة من هذا القبيل لا تستند إلى الحقائق وإنما إلى معلومات كاذبة تروّج لها منظمة إرهابية تشجع "حماس" أكثر فأكثر على إرسال فتية آخرين إلى منطقة السياج ليستخدَموا كدروع بشرية.
وحمّل وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قادة "حماس" مسؤولية مقتل الفتى أيوب.
وقال ليبرمان، في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن قادة "حماس" يحتمون وراء الأطفال والنساء ويرسلونهم إلى المواقع الأمامية كدروع بشرية ليتمكن هؤلاء القادة من الاستمرار في حفر الأنفاق وارتكاب العمليات الإرهابية ضد دولة إسرائيل. ودعا الفلسطينيين إلى عدم الاقتراب من السياج الأمني حفاظاً على حياتهم.
وذكر بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أول أمس، أن نحو 3000 فلسطيني تظاهروا في منطقة الحدود مع غزة، وقاموا بإحراق إطارات مطاطية وبتسيير طائرات ورقية مشتعلة بألوان العلم الفلسطيني في اتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأضاف أن الجيش رد بإطلاق النيران الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن احتجاجات "مسيرة العودة" الرابعة أسفرت عن مقتل 4 فلسطينيين، بينهم الفتى أيوب، وإصابة نحو 445 فلسطينياً آخر بجروح، بينهم 96 شخصاً أصيبوا بالرصاص الحي. وبذا ارتفع عدد القتلى في هذه الاحتجاجات إلى 39 فلسطينياً.
وكانت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، التي بادرت إلى هذه الاحتجاجات، أعلنت في بيان صادر عنها يوم الأربعاء الفائت، تقديم أماكن "مخيمات العودة" المنصوبة بالقرب من الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل مسافة 50 متراً في اتجاه السياج الأمني الفاصل. وأشارت إلى أن هذه الخطوة هي تعبير عن التقدم المنظم، لتأكيد الحق في العودة والتصدي لصفقة القرن ومؤامرة الوطن البديل، وأكدت أنها خطوة أولى ستعقبها خطوات أُخرى.
وانطلقت احتجاجات "مسيرة العودة" يوم 30 آذار/ مارس الفائت. ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها في غزة والضفة الغربية يوم 14 أيار/ مايو المقبل، في ذكرى النكبة وإقامة إسرائيل بحسب التقويم الغربي، والتي من المتوقع أن تشهد أيضاً مراسم نقل السفارة الأميركية إلى القدس.