أوقفوا إطلاق النار على متظاهري غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•حتى 15 أيار/مايو، من المتوقع حدوث 4 تظاهرات فلسطينية أخرى، على الأقل، من قطاع غزة، في إطار مسيرة العودة:  ثلاثة أيام جمعة، وفي ذكرى يوم النكبة. صحيح أن عدد المصابين انخفض مقارنة باليوم الأول للمسيرة، لكن عدد القتلى، وخصوصاً عدد الجرحى، بقي مرتفعاً جداً. هذا يعني أن المستويين السياسي والعسكري يتمسكان بسياسة استخدام إطلاق الرصاص الحي والخطِر على متظاهرين عُزل، ويتخلون عن قصد عن استخدام وسائل غير قاتلة ولا تسبب إعاقة، لمنع تسلل بضعة متظاهرين عبر السياج الحدودي.

•من ناحية ثانية، تتمسك نواة صلبة وثابتة من الغزاويين بفكرة الاحتجاج الشعبي. لذا، ثمة أساس للتخوف من أن أيام التظاهرات المقبلة سترتبط بمصابين كثيرين. 

•يوم الجمعة الماضية، قتل جنود 4 متظاهرين، بينهم فتى في الـ15 من عمره، وجرحوا بالرصاص الحي 156 شخصاً. وبحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد المصابين منذ 30 آذار/مارس 1700، أغلبيتهم أُصيبت في الجزء السفلي من الجسد. هيئات دولية مثل "أطباء بلا حدود"، ومنظمة الصحة العالمية، و"مساعدة طبية إلى الفلسطينيين" تؤكد تقارير السلطات الفلسطينية بشأن العدد المرتفع من المصابين والخطورة الاستثنائية للجروح التي أُصيبوا بها ("هآرتس" 22/4). بحسب أطباء بلا حدود،  فإن الرصاص الذي  يستخدمه الجيش يتسبب في" تهشيم كبير للعظام والأنسجة الطرية، ويمكن أن يصل حجم الجروح إلى حجم قبضة اليد". والجرحى، في معظمهم، سيعانون من إعاقات شديدة  طوال أيام حياتهم، ومعظمهم سيضطر إلى إجراء سلسلة عمليات ومعالجات.

•الجهاز الطبي في غزة،  الذي يعاني جرّاء الحصار الإسرائيلي ونزاعات "فتح" - "حماس" من نقص خطير في الأدوية، وفي المعدات الطبية المتقدمة، وفي التزود المنتظم والمضمون بالكهرباء، ينهار تحت العبء. فقد جرى تأجيل مئات العمليات للمرضى العاديين، لتوفير جراحين، ومعدات، ومكان لمعالجة العدد الكبير من الجرحى. المعاقون الجدد الذين تجري معالجتهم، والذين سينضمون إلى آلاف المصابين بالنيران الإسرائيلية في الماضي، سيواصلون زيادة العبء المادي والنفسي على المجتمع في غزة، لكن هذا لن يقتلع تطلعهم إلى الاستقلال، وسيزيد فقط  حقدهم على إسرائيل. 

 

•من يظن أن لا علاقة لإسرائيل بهذا العدد الكبير من الإصابات هو على خطأ. لأنه في يوم ما سينفذ صبر الجاليات اليهودية في العالم وصبر دول ديمقراطية حيال السياسة الإسرائيلية، لكن الأهم من ذلك: تحت تأثيرالمحدلة القومية للحكومة اليمينية المتطرفة، التي لا تعتبر الفلسطينيين بشراً متساوين، يمكن أن يفقد الجيش الإسرائيلي إنسانيته ويحوّل القتل غير المبرر والإصابات بالجملة إلى مجرد روتين. حان الوقت لوقف هذا التوجه المدمر، والسعي للحد من استخدام الرصاص، وبالتالي، من المسّ بحياة الناس، وبنوعية الحياة.