من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•غداً، مرة أُخرى، سيقفون وجهاً لوجه. متظاهرو غزة وجنود الجيش الإسرائيلي. وما جرى يوم الجمعة الماضية يجب ألاّ يتكرر غداً أيضاً. ففي الأسبوع الماضي أطلق الجيش نيرانه الحية على متظاهرين غير مسلحين لم يهددوا حياة أحد، وقتل 18 وجرح مئات. وقد أظهرت أشرطة الفيديو عمليات إطلاق النار على ظهور المتظاهرين، وعلى رأس متظاهر رافعاً يديه، أو إطلاق نار على متظاهر كان ينهض بعد إنهاء صلاته. تقريباً كل المنظومة السياسية أيّدت الجيش وحتى شجعته. وزير الدفاع قال هذا الأسبوع أيضاً إن كل من يقترب من السياج الحدودي يعرّض حياته للخطر. هذا موقف لا إنساني ولا أخلاقي وغير قانوني.
•المطلوب من الجيش الإسرائيلي المحافظة على سيادة دولة إسرائيل وعلى أمن مواطنيها. وهو لا يملك الصلاحية ولا يحق له إطلاق النار الحية على متظاهرين عُزل لم يتخطوا السياج الحدودي. وأيضاً انتماء جزء من المتظاهرين إلى "حماس" وإلى تنظيمات أُخرى لا يعني السماح للجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عليهم إذا كانوا غير مسلحين ولا يشكلون تهديداً. لدى الجيش الإسرائيلي ما يكفي من الوسائل غير القاتلة التي تستطيع منع المتظاهرين من اجتياز السياج، ومن دون قتلهم وجرحهم بالنار الحية. يوم الجمعة الماضي امتنع الجيش لسبب ما من استخدام هذه الوسائل، والحرب ضد المتظاهرين خاضها الجنود بنيران القناصة.
•التوقع هو أن يستخلص الجيش الإسرائيلي من دروس الفشل من يوم الجمعة الماضي، وأن ينتهج أسلوباً آخر، فمقتل 18 متظاهراً وجرح مئات هو بالتأكيد فشل. إن أغلبية الذين يقفون في مواجهته ليسوا جنوداً ولا مخربين. هم مواطنون قرروا خوض نضال غير عنيف دفاعاً عن حريتهم. هذا من حقهم. ومن واجب الجيش الإسرائيلي أن يقوم بمهماته، لكن خنق هذا الاحتجاج ليس بينها.
•اختبار الجيش الإسرائيلي سيكون غداً في تخفيض عدد المصابين إلى الحد الأدنى الممكن، لا في زيادة عددهم في أي حال من الأحوال. أيضاً في ظل حكومة يمينية وقومية لا تعتبر الفلسطينيين بشراً مساوين لها، يجب على الجيش الإسرائيلي المحافظة على صورته الإنسانية وعلى القانون الدولي. والقتل الكثيف للمتظاهرين غداً مرة أخرى هو ليس فقط لا أخلاقياً، بل يمكن أن يجرّ غزة وسائر المناطق المحتلة إلى مواجهة عنيفة ودموية. ومثل هذه المواجهة لن تساعد أحداً. ويجب على الجيش أن يفعل كل ما في وسعه لمنعها.