ترامب ونتنياهو يتعاونان للقضاء على أي فرصة للدفع قدماً بالسلام
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•أيضاً في إمكان الفشل الدبلوماسي والخسارة السياسية أن يبدوا محترمين. لكن ليس مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب فقط. إن جميع محاولات الإدارات الأميركية على مدى الأربعة عقود الأخيرة من أجل الدفع قدماً بحل سياسي للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني باءت بالفشل. لكن على الرغم من ذلك، لم يسجَّل في تاريخ الدبلوماسية الأميركية فشل قبيح ومثير للشفقة وللسخرية مثل الذي يظهر الان. 

•أيضاً لم يحب رؤساء الحكومة الإسرائيلية دائماً جهود الوساطة الأميركية ولم يتعاونوا دائماً فعلاً وبإخلاص مع وزراء الخارجية المعنيين. لكنهم حرصوا دائماً على علاقة جدية وضبطوا أنفسهم رداً على الإخفاقات إلى أن جاء بنيامين نتنياهو. "تحدثنا عن الفلسطينيين ربع ساعة" هذا ما قاله بعد انتهاء محادثاته مع ترامب. وهو بذلك لم يعبّر فقط عن استخفاف واستهزاء بجوهر السعي نحو حل سياسي للنزاع، بل الأخطر من ذلك أنه بدا سعيداً متعجرفاً وراضياً بفشل صديقه الكبير ترامب في محاولته الدفع قدماً بالسلام. 

•ما برز بوضوح في لقاء ترامب ونتنياهو أول أمس هو انعدام الفرص ليس فقط للدفع باتجاه حل سياسي، بل أيضاً لاستئناف المفاوضات. وفي تقدير دبلوماسيين وأطراف سياسية في مركز الأمم المتحدة في نيويورك أمس أن نشر خطة السلام، التي قالت التقارير إنها كانت في المراحل الأخيرة لبلورتها وصوغها، تأجل إلى موعد غير محدد.

•قال دبلوماسي غربي رفيع المستوى: "بنود الخطة ربما نوقشت خلال المحادثات، لكن لم يظهر أن الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة يعلقان أملاً  على فرص نجاح الخطة". وبالأمس كتبت صحيفة "النيويورك تايمز": "أن طموح ترامب لأن يكون الشخص الحيادي في الشرق الأوسط قد زال وانهار منذ فترة. والاتفاق لم يظهر يوماً بعيداً كما هو اليوم". 

•أحد أسباب ذلك كما قالت الصحيفة هو"تورط رئيس الحكومة بتحقيقات وكذلك جاريد كوشنير، صهر الرئيس المسؤول عن خطة السلام". إن العلاقات بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل لم تكن يوماَ جيدة ووثيقة إلى هذا الحد كما هي عليه اليوم. المشكلة هي أن الطرفين ترامب ونتنياهو يستغلان التعاون بينهما من أجل القضاء على أي فرصة للدفع قدماً بالسلام وخنقها وإخفائها. 

•أيضاً في الخطاب أمام منظمة إيباك لم يذكر نتنياهو لو بصورة غير مباشرة التقدم باتجاه حل سياسي. وبذلك ثبُت مرة أُخرى لمن يحتاج إلى مزيد من الإثباتات أن هذا الموضوع لا يهم رئيس الحكومة. كما هو متوقع استُقبل رئيس الحكومة في إيباك بحماسة وبعاصفة من التصفيق  قطعت خطابه، لكن يجب علينا ألاّ ننبهر، وأن نتذكر أن إيباك منظمة يمينية محافظة. وهي منظمة قريبة من مركز الليكود، وليس غريباً أن يشعر نتنياهو في الساحتين بأنه في بيته.