نتنياهو يتباهي بإخفاقاته السياسية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في نهاية الاجتماع مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في البيت الأبيض، تباهى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بأنه لم تُعرض عليه مسودة لخطة السلام الأميركية أو جدول زمني. "لم يستغرق الحديث عن الفلسطينيين أكثر من ربع الاجتماع"، تباهى نتنياهو كأنه يتحدث عن إنجاز دبلوماسي باهر، وليس عن حلقة إضافية ضمن سلسلة إخفاقاته السياسية.

•مطلوب من الجمهور الإسرائيلي أن  يعتبر من المسلمات أن نتنياهو لم يكن يحلم برئيس أكثر وداً وببادرات أكثر سخاء. ما الذي لم يفعله ترامب من أجله؟ لقد عامله وزوجته معاملة الملوك، وعامل دولة إسرائيل كإمبراطورية؛ وهو يحترم رأيه ("الرئيس يدرك تحدي إيران، وينظر إلى الأمور بالطريقة عينها التي ننظر نحن  إليها")؛ وقد أرسل السفيرة نيكي هايلي للدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة؛ في نظره حل الدولتين هو ضريبة كلامية؛ وإذا كان هذا كله لا يكفي، فقد اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وأعلن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأعلن أيضاً أنه قد يحضر افتتاح السفارة خلال الاحتفالات بالذكرى السبعين لاستقلال إسرائيل. 

•لكن مشكلة إسرائيل ليست مشكلة صورة يمكن حلها من خلال إعادة  تشكيل صورة رئيس الحكومة  وصورة إسرائيل أو الضفة الغربية.

•إن مشكلة دولة إسرائيل هي أنها منذ 50 عاماً تضع تحت السيطرة العسكرية أكثر من 2.5 مليون فلسطيني (لا يشمل هذا العدد غزة). وبدلاً من أن تبذل كل ما في وسعها من أجل الانفصال عنهم بسلام، فإنها فقط تُعمق سيطرتها عليهم من خلال القضم البطيء لأراضيهم، والبناء على أراضي دولتهم العتيدة. مشكلة دولة إسرائيل أنها في المناطق التي تحتفظ بها بالقوة ما وراء الخط الأخضر، فإنها  تتحرك بين طيفي الاحتلال والأبرتهايد.

 

•"إذا لم يأتِ الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات لن يكون هناك اتفاق سلام، وهذا أمر محتمل" قال ترامب، بينما كان نتنياهو يجلس إلى جانبه ويبتسم مسروراً. بيْد أن حاجة إسرائيل إلى اتفاق سلام لا تقل عن حاجة الفلسطينيين. بناء على ذلك، لو كانت مصلحة دولة إسرائيل تهم ترامب لكان أجبرها وأجبر الفلسطينيين على الجلوس والتفاوض حتى يخرج الدخان الأبيض السياسي، ويتم توقيع اتفاق عادل لتقسيم البلد. لو كان ترامب صديقاً حقاً لكان فتح خريطة وساعد الطرفين على ترسيم خط الحدود بينهما، بما في ذلك القدس. لو كان صديقاً حقاً، لكان عليه أن يطلب من دولة إسرائيل إخلاء المستوطنات والاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانبها. لو فعل ذلك فإنه يكون قد احترم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، واحترم أيضاً الفكرة الصهيونية التأسيسية لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي.