من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يريد اللواء يوآف مردخاي ، منسق أنشطة الحكومة في المناطق [المحتلة] أن نصدق أن عشرات من الفلسطينيين وبضعة إسرائيليين حاكوا مؤامرة كاملة وكذبة كبيرة بهدف تشويه سمعة الجيش الإسرائيلي. بحسب اللواء مردخاي، محمد التميمي ابن الخمسة عشر عاماً ليس وحده هو الكاذب، بل وأيضاً والده وأبناء عائلته الواسعة في القرية وأصدقاء، بينهم الناشط اليساري جوناثان فولك، الذي كان مع التميمي عندما صعد على سلم كي يرى ماذا يفعل الجنود الذين أخذوا مواقعهم في منزل خال من السكان في قريته، وحينها أُصيب في رأسه وسقط مضرجاً بدمه. وبصورة خاصة يكذب الأطباء الذين عملوا ساعات كثيرة في معالجة الشاب لإخراج الرصاصة من جمجمته، وإزالة جزء منها لإنقاذ حياته. عملياً، يدّعي منسق الأنشطة أن الفلسطينيين أغبياء، وقد اتفق قسم كبير منهم على الكذب ومن السهل جداً كشفهم. لكن الكذب ليس هنا.
•استند مردخاي إلى الكلام الذي قاله الفتى التميمي للمحققين في الشرطة يوم الإثنين، بعد ساعات طويلة من اقتحام قوة عسكرية كبيرة منزله في القرية فجراً، وإيقاظه من نومه واعتقاله. وقد اعتُقل معه خمسة فتيان وخمسة راشدين. في مثل هذه الأوضاع: في ظل العتمة والاستيقاظ المذعور من النوم، والبنادق التي تحيط بك، والجو المشبع بالغاز المسيل للدموع والرائحة الكريهة التي رشتها القوة العسكرية، نُقل محمد التميمي إلى التحقيق. من السهل التكهّن بماذا فكر الفتى المصاب الذي من المفترض أن يخضع لعملية إعادة ترميم للجمجمة في الأسابيع القادمة. ربما سيبقى في قيد التوقيف أسابيع طويلة مثل أغلبية الفتيان الفلسطينيين الذين يعتقلهم الجيش والشاباك، وربما سيسوء وضعه الصحي. وربما لن يطلَق سراحه قبل العملية، لذا قال لمحققيه ولممثلي إدارة التنسيق والتنصت، الذي أصروا، لسبب ما، على الوجود في المكان، ما أرادوا أن يسمعوه: أنه أصيب بعد وقوعه عن دراجة نارية.
•تقوم قوات الأمن باعتقال مئات المعتقلين وبمئات التحقيقات أسبوعياً في القدس والضفة الغربية. ليس هناك خلاف بأن أحد الأهداف هو الكشف عن مخططي ومنفذي هجمات مسلحة. ثمة هدف ثان هو جمع معلومات، مهما كانت بسيطة عن أكبر عدد من الأشخاص والنشاطات الاجتماعية والسياسية. معلومات غامضة للغاية وأحياناً محرجة، لكنها تُستخدم فجأة أيضاَ بعد مرور سنوات وفي ظروف غير متوقعة: عندما يكون الشخص مسافراً إلى الخارج ويُستدعى إلى "حديث" مع الشاباك، وعندما يقدّم أحد ما طلباً للحصول على إذن سفر أو إقامة لزوجته غير الفلسطينية. والهدف الثالث (لا يتعلق بالأهمية) هو النشاطات الشعبية ضد الاحتلال بأي وسيلة كانت. في الواقع، وبحسب شهادة ناجي التميمي، كان بين القوة العسكرية التي اقتحمت بالأمس النبي صالح اثنان عرّفا عن نفسيهما بأنهما من الشاباك، وقالا إن القرية ستدفع ثمن مقاومتها للاحتلال.
•إن إحدى وسائل ردع مشاركين محتملين في النضال الشعبي هو ضرب الذين سبق أن شاركوا فيها بقوة: جرحهم، وصولاً إلى القتل، وتطبيق شروط اعتقال أقسى من تلك التي واجهها نير حيفتس[المعتقل بقضية الفساد والرشى في بيزك]، والمنع من النوم، وأصفاد مؤلمة، وتحقيقات مذلة، واتهامات باطلة مثل عرض مجموعة قنابل مسيلة للغاز فارغة، أو زيارة معرض كتب، واعتقالات إدارية، واعتقال حتى استكمال الإجراءات، وغرامات مالية عالية.
•إن الاعتقالات الجماعية والتحقيقات وجمع المعلومات هي جزء لا يتجزأ من السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين. وعدد كبير من المعتقلين هم أدوات تحاول بواسطتهم إسرائيل تقويض النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتحطيمه بطريقة منهجية من أجل إضعاف قدرته على الصمود. وعندما يكون المعتقلون صغاراً في السن، فإن هذا يزيد قدرة السجانين على استخدام ظروف اعتقال مؤلمة، وضغط نفسي، للحصول على اعترافات كاذبة، أوصاف مبالغ فيها ومتضافرة. ومن السهل التلاعب بهم وكسرهم.
•يناقش الفلسطينيون فيما بينهم حقيقة مشاركة الصغار في السن في عمليات الاحتجاج ضد الاحتلال. وأهمية الروح النضالية والكراهية العميقة للاحتلال لا تسمحان بخروج هذا النقاش إلى العلن، لكن الثمن الباهظ الذي يدفعه الصغار في السن وعائلاتهم واضح للجميع. ولا يزال من الصعب القول إذا كان تعليق منسق أنشطة الحكومة يشجع نقاشاً علنياً، أم يقوي حجة الذين يقولون إن إسرائيل لا تأنف عن استخدام أي طريقة كي تقمع، لذا يجب ألاّ نمنع الشباب من حقهم في الثورة.